أرسل لي أخ عزيز مقالة للكاتب جاسر الجاسر الذي يذكر فيها تفاؤله لما يتخذ من إجراءات تطويرية من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه المؤسسة التي تحمل مسؤوليتها أخ عزيز: فضيلة الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، الذي اعتبر أن شهادتي فيه مجروحة،
لما يربطني وإياه من وشائج قربى. يذكر الجاسر أن صورة تلكم المؤسسة قد تغيّرت خلال فترة وجيزة منذ تغيّر إدارتها، ويؤكّد الزميل الجاسر أن ثمة تغيّراً جذرياً حدث خلال فترة محدودة، وفي تصوري تحوّلت من حالة تشنج وانتقلت إلى حالة أحسبها حالة هدوء، وهنالك مؤشرات تدل على أن ثمة إجراءات تتخذ لتصحيح المسار، وذلكم وربي ما يريده الجميع، بل ما يطمح إليه المجتمع، على الرغم مما يُقال هنا وهناك. لقد قال لي أحد الإخوان إنه يشعر بالاطمئنان على أسرته عندما يتركهم في أحد الأسواق ويلاحظ وجود بعض رجال الهيئة، هذا بشكل عام، ولكن ثمة انطباعاً آخر أن رجال الهيئة لا يتركون مساحة للتفاهم بينهم وبين الناس، صحيح أن مسألة التعامل مع الغير تحتاج إلى مهارة، بل مهارات، وفي هذا السياق فلقد أحسن فضيلة رئيس الهيئة صنعاً بأن بدأ برنامجاً توعوياً لمنسوبيها العاملين في الميدان، والذي بدأ فيه بالمنطقة الوسطى وفي تصوري سيكون في بقية مناطق المملكة الأخرى.
وفي المقابل نحن في حاجة لحملات توعوية للمجتمع، نريد حملات ترفع شعاراً مثل: “كن صديقاً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، “كلنا آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر.” والفكرة هنا إذا لم يوجد شعور في الهيئة بروح الشراكة مع المجتمع فلن يتمكن منسوبوها من إيصال الرسالة المطلوبة لأفراد المجتمع، وفي المقابل إذا لم يستشعر المواطن وحتى المقيم بمسؤوليته فيما يتعلّق بمراعاة الآداب العامة ومسؤولياته تجاه إخوانه المواطنين والمقيمين في كل مكان: في مسجده ودور تعلّمه وتعليمه وفي حيّه السكني، وفي شارعه وفي مقر عمله، فسوف تكون مهمة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أكثر صعوبة وأعظم تحدياً.
فلمَ لا نستشعر روح المواطنة ولمَ لا نضع أيدينا مع هذا الرئيس الجديد الذي وضع ولي الأمر فيه ثقته وحمّله مسؤولية كبيرة، هو أهل لها بحول الله وقوته.
alshaikhaziz@gmail.com