* أقدم العديد من المستثمرين الأغنياء على خطوة شراء الأندية الأوروبية، ومن ثم ضخ الأموال بهدف تحقيق الإنجازات والنتائج الإيجابية، التي يتبعها عوائد مالية مجزية، تضمن نجاح تلك الخطوة الاستثمارية بصورة ذهبية، يرافقها شهرة عالمية وأضواء إعلامية وشعبية جماهيرية قد تمنح المستثمر أكثر مما يتوقع، وتحقق له أعلى بكثير مما كان يطمح إليه في حال نجاحه.
* وسأتحدث في مقال اليوم عن المستثمر الأجنبي الذي يأتي للاستثمار من خارج الدولة بحثاً عن فرص ذهبية، يقتنص من خلالها الأرض الخصبة، ويبدأ بزراعة أفكاره وأعماله وصفقاته عن طريق ضخ أمواله، ومن ثَمّ تبدأ عملية الحصاد التي يطمح إليها. وتُعَدّ إنجلترا بخاصة صاحبة الريادة بالنسبة للمستثمر الأجنبي في عالم كرة القدم؛ لما تمتلكه من مرونة عالية وأنظمة واضحة وإدارة واعية وقانون قوي وصريح، يضمن لكل ذي حق حقه دون الدخول في معمعة الأخطاء والمخالفات والتخلف.
* الملياردير المصري محمد الفايد من رجال الأعمال الذين استثمروا في كرة القدم الإنجليزية عندما قام بشراء نادي فولهام اللندني، وصنع منه فريقاً قوياً وثابتاً بين أندية الدوري الممتاز. ويُعَدّ أيضاً الملياردير الروسي إبراموفيتش مالك نادي تشيلسي اللندني من أكثر المستثمرين الأجانب نجاحاً في كرة الإنجليزية. واليوم يتفوق الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على الجميع، ويلفت الأنظار إليه من مختلف بقاع المعمورة بعد أن قام بالاستثمار بشراء نادي مانشستر سيتي المرشح الأول لتحقيق لقب بطولة الدوري الإنجليزي للموسم الحالي.
* الشيخ منصور بن زايد يتربع حالياً على قمة هرم المستثمرين الأجانب في إنجلترا، وكان السير أليكس فيرجيسون قد علل عدم قدرة فريقه على الفوز بلقب بطولة الدوري بسبب الاستثمارات المميزة التي قام بها مانشستر سيتي أمام اعتماد اليونايتد على اللاعبين الشباب في النادي دون التعاقد مع نجوم يخدمون مصالح الفريق.
* تقارير إخبارية من إسبانيا أفادت بأن الشيخ منصور ينوي شراء برشلونة، وفيما لو لم ينجح الأمر بسبب تعصب الكاتالان لفريقهم فإن النية ستتجه في المقام الأول لنادي فالنسيا الأندلسي الذي لن يمانع وجود العرب، أو إلى نادي أتليتكو مدريد الذي يلعب في العاصمة الإسبانية. وقد يكون الهدف من مثل هذه التقارير هو لفت أنظار رجال الأعمال، وتقديم الدعوة لهم لأن يحضروا للاستثمار في الأندية الإسبانية لتحقيق النجاحات المبهرة التي شهدتها الأندية الإنجليزية.
* حارب الطليان المستثمر الأجنبي فيما مضى، خاصة عندما كان الكالتشيو مسيطراً على أنظار واهتمامات محبي الكرة الأوروبية آنذاك، ولم تُمنح الفرص للعديد من المستثمرين القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الصين والعديد من البلدان، واليوم يعض الطليان أصابع الندم على عدم منحهم التسهيلات للمستثمر الأجنبي لأن يضخ الأموال ويساهم في بناء وتطوير المنشآت كما حدث في إنجلترا عندما قامت شركة طيران الإمارات ببناء ملعب الإمارات لفريق الأرسنال العريق، الذي كان يعاني بشكل ملحوظ من صغر مساحة ملعبه السابق.
* ولم تواكب إسبانيا التطور الكروي فيما مضى، وجاء الاهتمام متأخراً بعض الشيء بهذا الجانب، ومع مرور الوقت قد تتفوق إسبانيا على الجميع في هذا المجال نظراً لما تمتلكه من عوامل تساعد على النجاح لأي مستثمر يرغب في خوض تجربة شراء أحد الأندية الإسبانية، وقد يكون نادي ملقا الإسباني في وقتنا الحاضر خير مثال على ذلك؛ حيث يدار من قبل أموال قطرية تسير في طريق موفق وناجح حسب ما ظهرت عليه نتائج الفريق في الموسم الحالي.
* سَنّ الأنظمة والقوانين، وخلق بيئة جاذبة للاستثمار، أمر مطلوب بقوة في عالم كرة القدم؛ لما فيه منفعة عامة لجميع الأطراف، والتراجع أو التأخر في تحقيق ذلك من شأنه أن ينعكس سلباً بمرور الوقت على اللعبة بجميع عناصرها ومكوناتها.