هناك العديد من المجريات التي تحدث حولنا، و لا تؤثر فينا. الرئيس الفرنسي يخسر معركته الانتخابية، ويغادر قصر الإليزيه، مبتسماً للرئيس الجديد. أما غيره، فيسفكون الدماء من أجل يوم إضافي على كرسي السلطة أو الإدارة.
إنّ ثقافة مغادرة المنصب، تلبية لرغبة الناس أو عند العجز عن تقديم ما هو مأمول، معدومة بشكل لافت في حياتنا، على الرغم من أنّ عقيدتنا وموروثنا الشعبي، يعزّزانها. لا أعرف لماذا يبقى المسؤول في المنصب، وهو يعرف أنّ كل الناس ساخطة منه؟! أيّ مكسب مادي أو معنوي سيجنيه، إذا هو خسر نفسه وخسر رضا الناس عنه؟!
اليوم، نرى مسؤولين يواصلون تعطيل مصالح المواطنين، ويستمرون في تقديم البرامج المتخلّفة عقلياً وحضارياً، دون أن يشعروا بأيّ ذنب، بل على العكس، إذ يعتبرون أنفسهم حراساً للدولة وحرساً لأموال الدولة ! مثل هؤلاء، يجب ألاّ ننتظر أن يغادروا بناءً على طلبنا، لأنهم لا يستمعون إلاّ لأنفسهم، أو بناءً على فشل برامجهم، لأنهم واثقون أنّ برامجهم لا تقل عن البرامج التنموية في السويد! يجب أن نجبرهم على المغادرة، حفاظاً على سير عجلة التنمية بالشكل الصحيح، ودرءاً لحدوث شروخ في العلاقة بين المواطن والوطن!