|
الجزيرة - المحليات:
بحضور جمع من مشاهير القراء، وأساتذة القراءات، احتفت «أسرة العُمري» بخطاط المصحف الشريف بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ الدكتور عثمان بن حسين طه.
وقد شهد الحفل - الذي أُقيم في منزل الأستاذ سلمان بن محمد العُمري بالرياض - عدد من أصحاب المعالي والفضيلة ونخبة من قراء القرآن الكريم، وكوكبة من المختصين في القرآن الكريم وعلومه، من بينهم معالي الشيخ عبد العزيز الحميد رئيس محكمة الاستئناف عضو المحكمة العليا، ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري، والدكتور إبراهيم الدوسري، والدكتور عبد الله الجار الله، والشيخ عادل الكلباني، والشيخ ناصر القطامي، والشيخ ياسر الدوسري، والدكتور محمد الرومي، وعدد من المسؤولين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين ورجالات الأسرة العُمرية.
وبهذه المناسبة أُقيم حفل خطابي استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها جواد العُمري، ثم ألقى المضيف الأستاذ سلمان العُمري كلمة رحب في مستهلها بالمُحتفى به والحضور، وعبّر عن سعادة الأسرة العُمرية باستضافة كوكبة من القراء، ومن المختصين في القرآن الكريم وعلومه بحضور وتشريف خطاط المصحف الشريف الدكتور عثمان طه الذي خدم كتاب الله الكريم أكثر من خمسين عاماً، وقال: إننا في هذا الحفل الذي نُكرّم فيه أحد أعلام الخط العربي، وأشهر خطاطي وكُتّاب المصحف الشريف، نسعد أيما سعادة بهذا الجو الإيماني الروحاني الذي جمع أهل القرآن في هذا اليوم المبارك، وإن هذا الاحتفاء نابع من محبتنا للقرآن الكريم، وحرصنا على تكريم من كان لهم أعمال جليلة وإسهامات متتابعة في خدمة كتاب الله وأهله.
ثم ألقى الدكتور عثمان طه كلمة شكر فيها أسرة العُمري ممثّلة بالأخ الكريم سلمان العُمري، ثم تحدث عن مسيرته في كتابة المصحف الشريف، حيث أبان أن أول آية كتبها في عام 1951م بخط الثلث.. وباستعمال الدهان بدل الحبر, حيث إن ذلك بداية الانطلاقة نحو تعلُّم الأنواع الأخرى من فنون الخط، مشيراً إلى أنه لم يكن لديه برنامجٌ محددٌ في كتابة القرآن الكريم, وقال: كُنت أكتب المصاحف لدور النشر أو لمن يطلب ذلك برواية حفص عن عاصم المدني وبالرسم العثماني, وكنت كل ما أكتب مصحفاً أتشوق إلى كتابة آخر أتلافى فيه ما يقع لي من ملحوظات فنية في النسخة السابقة.
وأفاد الدكتور عثمان طه في كلمته أنه قام بكتابة المصحف الشريف أكثر من عشر مرات وبروايات مختلفة إلا أن ما قمت بكتابته في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة أخذ مني اهتماماً زائداً وعنايةً فائقةً من حيث حسن الخط, وصحة الضبط, وروعة الإخراج, تحت إشراف لجنة علمية مؤلفة من كبار العلماء المتخصصين في علم القراءات والرسم والضبط، مفيداً أن الشعور المسيطر علي أثناء الكتابة هو الغياب التام عما يدور حولي من أمور الدنيا أعيش بين آيات زاخرات فيها الإعجاز, والحكمة, والبلاغة, والأحكام, والقول الفصل, آيات تُبشر وأخرى تُنذر, وآيات تُبيّن ما وعد الله المتقين في الجنة من النعم, وعند انتهائي من العمل اليومي أنسى ما صرفت فيه من الجهد والتعب, بل أشعر بالراحة والرضا حين أتقن عملي.
وخلال الحفل التكريمي طرح الحضور عدداً من المداخلات والتساؤلات حول خط، وكتابة المصحف الشريف حيث أجاب المُحتفى به الدكتور عثمان طه على مداخلات الجميع، وأسئلتهم.
وقد لاقى الحفل صدى واسعاً لدى الحضور حيث أبدى الجميع عظيم شكرهم وامتنانهم للأستاذ سلمان العُمري على هذه المبادرة الكريمة التي تؤكد مدى اهتمامه بالقرآن الكريم ومن ينتسب إليه إما بالقراءة والحفظ، أو بالتعلم والتدريس، أو بالكتابة والخط، كما شهد الحفل حوارات ومناقشات حول موضوعات متعددة تتصل بخدمة كتابة الله في كافة جوانبه حيث عرضت العديد من الاقتراحات منها: تكوين «رابطة لمشاهير قرّاء المصحف الشريف»، ثم قدمت أسرة (العُمري) هدايا تذكارية للدكتور عثمان طه، وفي ختام الحفل دُعي الجميع لمأدبة العشاء التي أُقيمت بهذه المناسبة.