كلنا يعرف الدور الأمني للشرطة، نقدر ذلك ونتمنى المزيد من الجهود لمكافحة الجريمة بكافة أنواعها، وملاحقة المجرمين واللصوص والقبض عليهم عصابة عصابة وفردا فردا. ومنسوبو الشرطة والأمن العام هم من يباشرون الجرائم والحوادث ويسجلون البيانات ...
... عنها، لهذا فهم أفضل من يشخص لنا نوعية وحجم الأمراض الاجتماعية وخاصة ما يتعلق منها بالجريمة المباشرة التي يعاني منها المجتمع، وهم الأقدر على تصور وتقدير حجم المشكلة من خلال النسب والإحصائيات المتوفرة لديهم، وبالتالي فإن من المتوقع أن يكون لهم دور مهم في الوقاية والتوعية التي تتوجه للمجتمع، ليس بالضرورة أن يكون ذلك بشكل مباشر، ولكن ذلك يتم من خلال التعاون والتنسيق وعقد شراكات مع جهات حكومية أو خاصة لها القدرة في توجيه إمكانياتها المادية والبشرية والتقنية بشكل مباشر للتوعية في قضية معينة. وللأمن العام جهود توعوية في مسألة حوادث المرور من خلال بث مواد تلفزيوينة مصورة تحذر من السرعة أو كتابة الرسائل أثناء القيادة ولكن هناك مسائل أيضا مهمة وتحتاج إلى التوعية.
وسبق لي أن قرأت عن جهود شرطة دبي والتي تأتي امتدادا لجهود اللجنة العليا لحماية الطفل في وزارة الداخلية والإدارة العامة لخدمة المجتمع هناك، الخبر يفيد بأن الشرطة تشارك في تنظيم مؤتمر لجعل الإنترنت أكثر أمناً للأطفال حيث دعي له عدد من الخبراء في مجال الإنترنت والطفولة والجريمة.
ومثل هذه الحملات في حال تحقيق أهدافها التوعوية للأسرة والأطفال، ستساهم في منع جرائم محتملة وتشيع الامن الاجتماعي بين الناس وهذا هدف من أهداف الشرطة، ولهذا فإني اتوقع ان الدور التوعوي والوقائي للشرطة لدينا يفترض ان يبرز للمشاركة في مهمات توعوية تتعاون فيها مع جهات مثل المدارس والجامعات وحتى أئمة المساجد ووسائل الاعلام لعمل حملات تقدم رسالتها في حماية الشريحة المستهدفة وتبين بالاحصاءات والمعلومات المتوفرة خطورة المشكلة اوالظاهرة والعمل على اظهارها الى السطح لكي ياخذ الآباء والامهات والمسؤولون احتياطاتهم.
وفي ذلك أولاً: جهد استباقي يحمي المجتمع من استفحال ظاهرة ما وتخفيف انتشارها، وثانياً: تخفف على جهاز الشرطة دور المواجهة المباشرة بعد وقوع الجريمة، بل انه سوف يساهم في زيادة الوعي الامني لدى المواطنين من خلال الرسائل التي ستوجه اليهم، وقديما قالوا درهم وقاية خير من قنطار علاج.
alhoshanei@hotmail.com