بصراحة شهد هذا الموسم سقوطاً وإخفاقاً رياضياً سعودياً على مختلف الأصعدة، وكثرت المشاكل وهي الاتهمات ومحاولة توزيع مسؤولية الإخفاق على عدة جهات حتى انها وصلت إلى الاعلام الذي لا يتعدى دوره نقل المعلومة ومتابعة الاحداث.
لقد شهد هذا العام خروج المنتخب الأول من تصفيات كأس العالم من الأدوار الأولية وتبعه خروج المنتخب الأولمبي من تصفيات أولمبياد لندن ناهيك عن الاخفاقات المتتالية والمخجلة لمختلف الالعاب حتى على المستوى الخليجي، وتذيلت الرياضة السعودية دول مجلس التعاون في الدورة التي أقيمت في البحرين. هذا على المستوى الخارجي؛ أما على المستوى الداخلي فحدّث ولا حرج: فمن أين تبتدئ حتى تبحث عن النهاية لما يحدث في الشأن الداخلي من تخبطات وعمل عشوائي نتيجة بالتأكيد طبيعية وحصيلته الإخفاق ثم الإخفاق، ورغم أن الفشل أمر مسلّم به مثل النجاح إلا أن عدم البحث او معرفة الخلل هي أم المصائب. والمصيبة الأعظم إذا كانت معروفة ولا يتم معالجتها أو بترها.. إن أمكن.
لقد طفح الكيل وانتشر الإحباط ودب اليأس في نفوس جميع شرائح المجتمع واليوم الكل ينتظر ساعة الصفر في قرار يجب أن يشهد تغيراً جذرياً، وإبعاد من أكل عليهم الدهر وشرب، فالكل في العالم يعتمد على سواعد أبنائه وسلاحهم العلم الذين حصلوه إلا نحن، نعيش في كفن من أصبحوا اليوم من الماضي فهل نشهد التغير الذي طال انتظارة؟! اصبروا.. إن الله مع الصابرين.
أغلى الكؤوس.. هل يأتي للرياض
أم يبقى في العروس؟!!
تدور رحى منافسات كأس الملك هذه الأيام، وقطع فريقا الأهلي والنصر50% من الوصول للمباراة النهائية والتشرف بلقاء القائد الوالد -حفظه الله-، لقد استطاع شباب القلعة تجاوز الزعيم بين جماهيره وعلى أرضه وتقدم خطوة مهمة، رغم أنها ليست كافية وسيكون اليوم الجمعة إما تأكيد أهلاوي أو رد هلالي؛ حيث إن الهلال هذا الموسم لم يقدم أي مستوى مقنع أو مباراة مقنعة باستثناء مباراة بيروزي في إيران أمام 73 ألف متفرج. ما عدا ذلك فالهلال يدفع ثمن عدم استقراره الفني، وتفكير معظم لاعبيه بالاحتراف الخارجي.
أما الأهلي، فقد يكون هذا الموسم من أفضل المواسم أداءً ونتائج في الدوري أو مختلف المسابقات حتى اسيوياً استطاع أن يتصدر مجموعته بكل جدارة وهو مرشح وبقوة للوصول للمباراة النهائية والمحافظة على كأس الملك في الجانب الآخر، تجد أن النصر قد تقدم خطوة نحو الوصول للمباراة النهائية وتجاوز فريق الفتح بكل صعوبة، ولم يقدم المستوى الذي قدمه أمام الشباب الأسبوع الماضي لقد اختلف اداء العناصر ولم يقدموا ولو جزءاً من مستواهم وترابط خطوطهم والذي كان أبرز ما كان في لقائي الشباب في دور الثمانية في مسابقة أغلى الكؤوس، وقد حقق الفوز وهو الاهم وبهدفين نظيفين احدهما من ركلة جزاء، ويبقى الأمل لدى النصراويين في عدد الفرص يوم الاثنين القادم في الأحساء والذي يتمنى جميع النصراويين ان لا يحدث مفاجأة من قبل فريق الفتح الذي يعتبر الأميز هذا الموسم وحصانه الأسود.. كل المؤشرات تقول إن النهائي سيكون بين القلعة والعالمي، ولكن كرة القدم لا تخلو من المفاجآت.
في الهلال أمور محيرة وغريبة
الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان أن الهلال يملك إدارة نموذجية ورئيسا واضحا وصريحا، إلا أن هناك أشياء قد تبدو غريبة وغير متوقعة من إدارة تميزت منذ قدومها وحصدت بطولات، واحضرت أميز المدربين وافضل المحترفين إلا أن الأمر قد تغير اليوم وأصبح الهلال لغزاً محيراً ومستغرباً لكل متابع من تراجع وتقديم مستويات غير جيدة وغياب عناصر لفترة طويلة ورغبة البعض بالمغادرة والبحث عن أندية أخرى بعدما كان الهلال مطمعا لكل اللاعبين، واذا كان الهلال قد شهد ولأول مرة في تاريخه الحديث تغير مدربين وعدم استقرار فني فإن هناك أهم من كل هذا ألا وهو غياب بعض العناصر المهمة بداعي الاصابة ولمدة طويلة ومتكررة مثل عبدالعزيز الدوسري، والذي تجاوز غيابه الثلاثة أشهر، وكذلك تعدد اصابات نواف العابد: فهل مستوى الكادر الطبي في الهلال أقل من عادي؟ بعدما كان مميزاً حتى أن اللاعبين من أندية أخرى تأتي لتعالج في الهلال.
السؤال الأهم: ماذا استفادت إدارة الهلال والفريق الأول من انتقال سعد الحارثي وهو لا تتم الاستفادة من خدماته؟ لماذا رحل اللاعب عيسى المحياني بكل سهولة بعدما قاتلت الإدارة على جلبه.
هل اللاعب السويدي (ولي) هو نفس اللاعب الذي كان في الهلال قبل أن يذهب إلى قطر؟ الكوري كم كلف خزينة النادي ليكون حبيس دكة البدلاء أكثر من وجوده في الملعب؟! أسئلة عديدة تدور في ذهن كل محب للكيان الهلالي ومتابع للشأن الرياضي يتمنى أن تداركها وتعالجها الإدارة قبل الموسم القادم.
نقاط للتأمل
* أمنية كل نصراوي أن يعود النصر من خلال أغلى الكؤوس، وأن يكون فأل خير على فريق ابتعد أكثر من اللازم عن البطولات والوصول لمنصات التتويج.
* تميز الأندية السعودية آسيوياً يحمل لنا أملاً في العودة، متى ما تم التغير المنتظر من قبل المسؤول الأول والذي بلا شك يعرف مكمن الخلل ومسببات الاخفاق.
* في هذه الأيام يكون قد مضى عام كامل على الأمر الملكي بتوسعة ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة ولم يوضع ولو بلكة واحدة حتى يومنا هذا: أين المشكلة ومن سبب هذه المعوقات؟
* أميز ما في العمل في إدارة كرة القدم النصراوية الخطاب الاعلامي والهدوء غير المسبوق، وهذا يعود بالطبع لتواجد الأستاذ القدير محمد السويلم، وكذلك الإداري الخلوق سالم العثمان.
* مبروك من الأعماق لفرسان مكة المكرمة لنادي الوحدة عودتهم لدوري الممتاز، وأن تكون الاخيرة فالوحدة فريق عريق، وفي افضل المدن فلا يليق إلا أن يكون مع الكبار.
* هذه رسالة مؤثرة أبكتني، وأنا في المجلس في قناة الدوري والكأس القطرية بعثتها ابنتي الغالية (سارة) فقالت: (سيظل أبي حباً يحكيه وعائي دائماً ربي لا تحرم أبي الجنة فهو لم يحرمني شيئاً في الدنيا).
* دائماً نلتقي أحبائي عبر جريدة (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير نلتقي.