ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 11/05/2012/2012 Issue 14470

 14470 الجمعة 20 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

جائزة فيصل بن بندر لتحفيظ القرآن الكريم
عبدالرحمن بن محمد بن صالح العثيمين

رجوع

 

(إن كتاب الله ديننا ومرجعنا، وسُنّة رسوله صلى الله عليه وسلم دليلنا، وفيها كل ما نحتاجه من خير ورشاد، ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته واتباعه وتحكيمه في كل أمر من الأمور).

الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -

لم يكن مساء يوم الأحد 16 جمادى الأولى 1433هـ مساء عادياً في منطقة القصيم؛ فقد كان مركز الملك خالد الحضاري في قلب مدينة بريدة يحوي تكريم حفظة أعظم الكتب وأجلها (القرآن الكريم)، بحضور كوكبة كريمة من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة، يتقدمهم رجل العطاء السخي والقلب الكبير أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز. كان ذلك الجمع المبارك بمناسبة تكريم الفائزين والمشاركين في جائزة فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات بمنطقة القصيم. إن أبرز سمات هذه البلاد المباركة (المملكة العربية السعودية) قيامها على الإسلام عقيدة وشريعة وأسلوب حياة؛ فمنذ أن وحَّدها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على الاعتصام بكتاب الله وسُنّة رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سار أبناؤه البررة من بعده على منهجه في ذلك، إعلاء لكلمة الله، وخدمة للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وبذلاً سخياً في سبيل خدمة كتاب الله الكريم وطباعته ونشره وتوزيعه، وتشجيع حملته وحفظته، ودعم الجهات الخيرية التي تقوم على تعليمه وتحفيظه.

ومنافسات وجوائز حفظ القرآن الكريم التي تُقام بين حين وآخر في هذه البلاد ما هي إلا تجسيد يبرز من خلاله عناية ولاة الأمر - حفظهم الله - بالقرآن الكريم وأهله. وإن توجيه الشباب والناشئة بنين وبنات لكتاب الله تعالى يُعَدّ حفظاً لهم من الفتن والضياع، وتحصيناً من مكائد الشيطان والانزلاق في هاوية الانحراف أو التطرف، ومن الوسائل المفيدة والمعينة على ذلك ما نراه من إقامة المسابقات القرآنية، التي لها أثر كبير في التنافس الشريف وتشجيع الناشئة من بنين وبنات على حفظ كتاب الله الكريم ومعرفة معانيه، والتخلق بأخلاقه والابتعاد عن مزالق الزلل ومسالك الجريمة والإفساد وتنشئة الأجيال النشأة الإيمانية الصالحة التي تعود على مجتمعهم بالخير في الدنيا ونيل الأجر والثواب العظيم في الآخرة.

وما هذه الجائزة (جائزة فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات بمنطقة القصيم)، التي تبلغ (نصف مليون ريال)، سوى انعكاس صادق لما يكنه رجل القصيم الأول لكتاب الله تعالى وحفظته من أبناء وبنات المنطقة؛ حيث يقدح فيهم فتيل التنافس الشريف للتسابق في أشرف الميادين وأسماها. وليس في ذلك أدنى غرابة؛ فقد شهدت المنطقة منذ توليه إمارتها ميلاد الكثير من المشاريع والبرامج التنموية والخيرية المباركة التي ما كان لها أن تنهض لولا توفيق الله تعالى ثم الدعم والرعاية والمتابعة من سموه وفقه الله. وقد جاء في الحديث النبوي الشريف قول البني صلى الله عليه وآله وسلم: «الدال على الخير كفاعله»، ولا شك أن تخصيص جائزة بهذا القدر يُعَدّ من التشجيع والدلالة على الخير، ولا خير أعظم من تلاوة كتاب الله وحفظه وتعلمه وتعليمه، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

لقد كان لوجود صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة القصيم، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان ومعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إضافة إلى ثلة طيبة من أهل العلم والفضل من داخل المنطقة وخارجها، أثر بالغ في نفوس جميع المشاركين في هذه المسابقة من البنين والبنات؛ فإنهم يرون في هذا الحشد الفاضل تقديراً لجهودهم في سبيل حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، ودافعاً لبذل المزيد من أجل الوصول إلى الهدف المنشود بإذن الله تعالى.

وفي الشق الثاني تقف حرم سمو أمير منطقة القصيم الأميرة نورة بنت محمد؛ لتتولى نيابة عن صاحب الجائزة وراعي التكريم تسليم المكافآت التحفيزية للحافظات؛ وهذا بدوره يعطي بُعداً آخر للاهتمام والعناية ببنات المنطقة، وليس غريباً أن تكون الأميرة نورة موجودة في تلك الليلة، وهي التي ما فتئت تشارك في جميع مناسبات المنطقة؛ فكيف والمناسبة تتعلق بالقرآن الكريم وحافظاته؟

وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز لا ينتظر الشكر على هذا العمل، وإنما يتطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجر والثواب. جعل الله ذلك في ميزان حسناته ووالديه، وخلف عليه ما أنفق، وبارك له ما أبقى، وجزاه الله تعالى عن كل حرف قرأه مشارك أو مشاركة في هذه المسابقة خير الجزاء، إنه سميع مجيب.

- الأمين العام لمؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية بعنيزة

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةجريدتيالأرشيفجوال الجزيرةالسوق المفتوحالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة