هناك (أسرة واحدة) من بين كل (5 أسر أمريكية) تعاني من محاصرة الديون، وتعتبر ديون البطاقات الائتمانية والفواتير الطبية وقروض المدارس هي الأكثر مطالبة، والمشكلة أن كل ما تملكه هذه الأسر من أصول وممتلكات ثابتة لا تغطي سيولتها (قيمة الدين)، هذا كله بحسب باحثون في (جامعة ميتشيغن للأبحاث الاجتماعية)..؟!

وبسبب البطاقات الائتمانية تحديداً تعاني (10% من الأسر الأمريكية) اليوم من ديون بأكثر من (30 ألف دولار)، بينما تقول الدراسات والأبحاث المسحية أن (30% من الأمريكيين) لا توجد لديهم مدخرات! فهم يعيشون على نظام (اللي جاي على قد اللي رايح) أو (أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)..!

نحمد الله أن جامعاتنا ومراكزنا الاجتماعية لا تهتم أو تعترف بإجراء أو نشر مثل هذا النوع من الدراسات والبحوث حتى الآن حتى لا تزيد همومنا، ونجد مثل هذه الأرقام المخيفة دون حلول وخصوصاً أن الخواجات أفضل منّا في استخدام واستثمار البطاقات الائتمانية..!

نحن لم نفكر بعمل دراسات حقيقة أو مسح صادق رغم أن هناك تحولات اقتصادية للكثير من الأسر لدينا بسبب (الديون وتراكمها) تستوجب البحث والدراسة وتحويلها لأرقام ومؤشرات تساعد في وضع (خارطة طريق أسرية) لحل مثل هذه الأزمات، مع الحفاظ على (البرستيج) حتى لا يختل..!

هذا البرستيج الكاذب والمضلّل الذي يعيشه البعض رغم (إغراقهم بالديون) يجب أن يقابله تحرك علمي ومنهجي من كليات الاقتصاد والإدارة والاجتماع وعدم الاكتفاء بتصريحات صحفية من قبل بعض الاقتصاديين والماليين، فما الفائدة من معرفة أن لدينا أكثر من (60 ألف متعثر عن السداد) دون وضع حلول لمساعدتهم وبرمجة ديونهم بدلاً من منعهم وحرمانهم من أي مميزات أو خدمات بنكية..؟!

حجم المديونية لدى المواطنين السعوديين قيل أنه تجاوز (312 مليار ريال) قبل سنة ونصف، تساوى فيها من اقترض ليتزوج أو يشتري منزلاً له ولأولاده ومن اقترض ليقضي الصيف في باريس ولندن (بفشخرة كاذبة) أو من اقترض ليركب (سيارة لامعة).. نحن لا نريد هذا النوع من التصنيف والأرقام..!

لدينا (مدينون) يحتاجون للمساعدة، وينتظرون من يعيد جدولة ديونهم أو يعفيهم منها، والدولة لن تتأخر بكل تأكيد في وضع برامج لمساعدتهم وتعديل وضعهم ولو بشراء مديونية مواطنيها وإعفاء من يستحق في حال كان هناك مشروع متكامل يقدم أو يقترح لإسقاط الديون عن السعوديين..!

مثل هذا المشرع (برأيي) يجب أن يبدأ أولاً بدراسات وأبحاث (المؤسسات العلمية الاقتصادية) لتحديد الخطوط العريضة لمنع (إغراقنا في مزيد من الديون) وتقديم حلول ومقترحات لحلها ووقف نزيف مستخدمي بطاقات (الماستر هياط) في كل صيف...!

وعلى دروب الخير نلتقي.