) فاصلة:
(الشباب له وجه جميل.. والشيخوخة لها روح جميلة)
- حكمة عالمية -
يعتقد البعض أن القدرة على التعلُّم تضعف مع تقدُّم العمر.. وبعيداً عن النظريات العلمية وقريباً من خبرات الحياة فقد شاهدت كثيراً من كبار السن في بريطانيا يعتمدون على أنفسهم في التعايش مع الحياة، كما أن كثيراً منهم يعملون في مهن دقيقة تحتاج إلى التركيز كمهنة المحاسبة في المحَال التجارية.
مشكلتنا هي في معتقداتنا التي من الصعب تغييرها إن لم نُقرر عدم جدواها فنحن ننظر بعين الشفقة إلى كبار السن ونعطف عليهم ونخدمهم لكننا في نفس الوقت نحرمهم من التمتُّع بالحياة من خلال تأكيد ذواتهم ودَورهم في المجتمع.
في أستراليا تخرَّج مؤخراً «أن آلان ستيوارت» (97 عاماً) في جامعة «ساوثرن كروس» في ليسمور، وهو يحمل شهادة ماجستير بالعلوم السريرية (الطب التكميلي).
وكان ستيوارت حصل حين كان في الـ91 من العمر على شهادة بالحقوق من جامعة «نيو إنغلند» ما أدخله موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، ليحطم اليوم الرقم الذي سبق وحققه.
لم تقف أنظمة التعليم ضد عمر «ستيورات» ولم يضع نظام الابتعاث للدراسة في بلده سن الأربعين حداً للسفر إلى الخارج للتعليم ولم تصدمه جامعات بلده بأن النظام فيها لا يسمح لمن أراد مواصلة تعليمه العالي بعد مرور خمس سنوات من انقطاعه عن الدراسة.
نحن ندعم التعليم ونشجعه، لكننا للأسف لا ندعم ظروف الإنسان التي قد لا تسمح له بمواصلة طريق العلم في سن الشباب.
أفكر أحياناً بالفعل في طاقات النساء المُهدرة من كبار السن، حيث عقول تنبض بالخبرة وأرواح صافية خَبِرت الحياة جيداً، ومع ذلك نبخل عليهم بتطوير مهاراتهم بالتعليم أو العمل بدعوى كبر السن.
ليتنا بالفعل نتأمّل في كثير من الأفكار التي نتوارث الإيمان بها دون منفعة حقيقية لنا أو لمجتمعنا.
nahedsb@hotmail.com