|
الجزيرة – نواف المتعب :
شهد سوق المال السعودي تفاوت بالأداء منذ بداية العام الميلادي الحالي الذي قاربنا على انتصافه من حيث حجم السيولة المتدفقة فيه، حيث وصل في مرحلة من هذا العام إلى قرابة ثلاثة مليارات ريال ، وفي فترة أخرى وصلت حجم السيولة إلى قرابة 19 مليار ريال ، هذا التفاوت بالأداء يقودنا إلى قراءة سلوك المتعاملين في السوق المالية السعودية سواء كانوا صغار المتعاملين أو كبار المستثمرين إضافة إلى الصناديق الحكومية في السوق .
ففي الانهيار الشهير أطلق العديد من المتعاملين على السوق اللقب الشهير «سوق الندمان» الذي يعني بالنسبة لهم أنك تندم إذا خرجت من السوق وأيضاً تندم إذا بقيت فيه ، فالتعامل بالسوق ولّد التردد وعدم الثقة بالنفس والحزم في اتخاذ القرار بل تطور الأمر إلى ظهور أمراض القلب والضغط والسكري و الضغوط النفسية .
لقراءة هذا السلوك والتوجه العام لاتخاذ القرار في السوق أوضحت الاستشارية النفسية الدكتورة ناديا التميمي أن انهيارات 2008 و ما سببته من آثار كبيرة منها الاقتصادي و الاجتماعي و النفسي يجعل من الطبيعي جدا التردد في دخول هذا السوق مرة أخرى والمجازفة فيه وحتى مع الدخول يظل الهاجس النفسي موجودا .
مضيفة أن النتيجة المتوقعة تتراوح ما بين العزوف التام أو التردد في المزاولة مرة أخرى محفوفة بالشك والريبة في كل المحيطين .
ونوهت التميمي بأن هذا الأمر يزداد وطأة مع الساعات الطويلة في متابعة الشاشات وما يحدث من هبوط و صعود لأسباب قد تكون حقيقية أو وهمية و كذلك متابعة أحداث العالم و نكباتها و تأثيرها على السوق .
وقالت: لا أتوقع فعلا أن تكون هنا المخرجات مرضية. لكن الأحداث الإيجابية يكون لها تأثير إيجابي على السوق بالمجمل. لكن الشخص السوي هو الذي يتعلم من أخطائه فيعدل و يغير و يكون في حركة مستمرة و نمائية و متى توقف عن النمو معناه أن هناك شيئا غير سوي يحدث.
وأضافت: من الصعب أن نقول إن العزوف عن السوق هو أفضل من المداولة به ولكن ننصح المتعامل أن يحكم عقله ويفكر مليا و يتدبر وعليه الحساب المنطقي لمقدار المكسب و الخسارة حتى مقدار المجازفة، هل هي مجازفة قادر عليها أم أنها ضرب من الانتحار ، وهل ستنتحر لوحدك أم ستجر معك أشخاصا لم يكن لهم رأي في انتحارهم الذي فرضته عليهم. وأشارت إلى أن ضرورة وصول المتعامل إلى قرار يرتاح له و ليس من الضروري الارتياح التام ولكن بالمجمل فقراره سليم. وقدمت الدكتورة التميمي نصيحة للمتعامل في السوق قائلة : لا تكن عاجزا شلًك الخوف ولا تكن متهورا تدفعك عواطفك ورغباتك. كن معتدل بكل شيء. وعليك عدم تبني القرار بناء على مشاهدة الأخرين والتأثر بهم لأن المتعاملين في السوق مختلفون و متشابهون وليسوا متطابقين.