غزتني بعد أن غرَتني، داهمتني على حين غفلة. كنتُ حينها أغط في سبات عميق، لم أشعر بها تتسلّل إلى منكبي بعد أن تسلّقت رأسي، هل كنتُ مغيباً حينها أم ميت!
وقفتُ طويلاً وهدير المياه يصل إلى أذني، مددتُ يدي إلى الصنبور الذي بَعُدَ مكانُهُ عن يدي، بل كنتُ أنا البعيد بجسدي، ما كُل هذا القلق الذي انتابني وجعلني أطيل النظر في المرآة هذا الصباح؟ ألم أكن أعشق البياض، وأمقتُ السواد من صغري؟
ألم أكن أتعلقُ بجدي الذي كان يحملني ورائحة العود تفوح منه، حتى خُيل لي أن هذه سمات الرجولة، لكن لِداتي ليسوا مثلي، فماذا سأقول لهم عندما يرون شكلي، ويتأملون وجهي؟
لا بد أن أقصها أو أنتفها حتى لا تسبب لي حرجاً بعد اليوم، بل سأصبغها بالسواد ولن يعرف أحد! لكن الشباب ولَّى ولن يعود وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، ولعل هذه الشعرة نذيرٌ لي بأن حياتي أصبحت قصيرة، ولا بد أن أعمل لآخرتي فهي قريبة!
أمل عبدالله القضيبي