عندما ههمتُ بالكتابة على أزرار الكيبورد قالت لي.. عن أي شيء تود أن تكتب..؟؟، فنظرت إليها وأنا معقد الحاجبين بنظرات حادة تقول له.. من أنت حتى تسألني عن ماذا أكتب؟! فأجابني أنا أعرفك أكثر من ذاتك فحين تكتب عن انتمائك للأرض أجدك بحالة ذلك القومي المنحدر من عمق الستينيات وتكون ضرباتك على أزراري أشبه بضربات فأس مزارع قد أيقن أن للغد ثماراً.
وعندما تكتب عن شيء اسمه الحرية تنتابك حالة من التأمل والتحديق بي لدرجة أن أزراري ترتعب من بريق عينيك.
وعندما تكتب عن المستقبل تسبق أصابع يديك أفكارك لكونك تؤمن بما يسمى عصر السرعة فتاتي ضرباتك على أزراري كموجة خاطفة.
وعندما تكتب عن الفلسفة أجدك بين الكلمة والأخرى ترتشف من قهوة بلاد الشام فتصبح الارتشافة أشبه باستراحة محارب يتوق للقاء معشوقته.
وعندما تكتب عن الفن وألوانه تنتابك روحانية جميلة فتكون أصابعك أشبه بأجنحة من ألوان قوس قزح فتداعب أزراري حتى إنني أثمل من حنينك.
وعندما تكتب عن الإدارة والتنظيم فيكون شأنك شأن عقارب الساعة التي لا تمل من الدوران فتبدو ضرباتك على أزراري أشبه بتوبيخ ذلك المعلم لأبنائه الطلاب.
وعندما تود الكتابة عن الانتهازية تتحول أصابعك إلى أنياب شرسة تقتحمني لتكون بقايا من أشلاء ورقة حمراء.
وعندما تكتب عن المفسدين وسحقهم للمساكين أعرف سلفا أن أزراري سوف تتبعثر على طول غضبك.
وعندما تكتب عن صاحبة الجلالة (الصحافة) تحيا بين حالتي بؤس ويأس فتكون ضرباتك بعيدة عن «الإنتر» وتكتفي بـ»الشفت» وما شفت..!!
هذا أنت فأخبرني بأي الحالات تود أن تكتب حتى أتهيأ مع أزراري كما تود أنت أن أكون وتكون ضرباتك غير موجعة لي.
فنظرت إلى -أزرار «الكيبورد»- وضحكت منه، فقد ذكر كل حالاتي باستثناء حالة واحدة يمتاز بها الكثير ألا وهي «التراخي» فانا بهذه اللحظة لا أود الكتابة عن شيء وتنتابني حالة من الكسل المزمن ليكون قلمي الكيبوردي أشبه بوسادة يسقط عليها رأسي المثقل بمتاعب يوم مغبر من صباحه حتى مساءه..!!
jalal1973@hotmail.comtwitter@jalalAltaleb