هل نستطيع القول اليوم أن ما لم يُسوق كعمل فني بحت، يمكن تسويقه كحقيبة؟ لا أتمنى ذلك، وربما تكون مبالغة مني في طرح هذا التساؤل، إلا أن نجاح فعاليتين استخدمتا الأعمال الفنية أو التصميم على حقائب تخص بيوت أزياء عالمية لتسويق مضمون الجهات التي تقف خلفها، استدعاني لكتابة هذه المقالة.
الفكرة انبثقت مع جمعية سند (للأطفال مرضى السرطان) في البداية، والتي شارك في تصميم عدد من الحقائب فيها نخبة من سيدات المجتمع ومن الأطفال الذين ترعاهم الجمعية، بتصميم متفرد لكل حقيبة، ثم بمزاد لتلك الحقائب في فعالية كان النجاح عنوان لها، وحصدت قرابة 2 مليون ريال.
أما الحدث الآخر فهو لصالح المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، والتي اتخذت مسار مشابه، إلا أنها اعتمدت على أعمال فنية لأربعة فنانين معروفين ولكن بعدة نسخ لكل نموذج، وهم كل من الفنانين القديرين فيصل السمرة وزمان جاسم، والمصورالضوئي فيصل المالكي، والفنانة الشابة نورة بوظو، ووضع سعر محدد للحقيبة بقيمة 2000 ريال، كسعر مشابه لما يتم وضعه على معارض (لوحة في كل بيت) على سبيل المثال، أو الأسعار التي عرضتها وزارة التعليم العالي في حملتها لاقتناء أعمال فنية صغيرة لاستخدامها كإهداءات.
واستخدام أعمال مصمم أو فنان بصري شهير، هو ديدن بيوت الأزياء العالمية، ولكنها تجربة جديدة على مجتمعنا، وتدل على محاولات من البعض من خلال عدة مشاريع لربط الفنون بمنتج أو جانب يستهوي الجمهور ويجذبهم لاقتناء القطعة المنتجة، وهي الحقيبة في هذه الحالة.
شخصيا، لا أجد حرجاً في عرض الفنون في الأسواق، أو عملاً مثل هذه المشاريع، بل على العكس، لأنها في النهاية تساعد على تقبل المجتمع للأعمال الفنية بكافة أنواعها وأساليبها، لتكون جزءاً من الخبرة البصرية اليومية، فيعتاد عليها ويصل للمرحلة التي يطلبها، حينها ربما سيكون هناك: (لوحة في كل بيت) كما كان شعار سلسلة المعارض التي بدأت بها المنصورية للثقافة والإبداع، واستمرت على يد عدة جهات وأفراد، ولا مانع من أن يكون هناك (حقيبة ذات لوحة فنية في يد كل فتاة) في الوقت الراهن على الأقل!
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan