كتب - عبدالله الرفيدي:

نتداول منذ حضر جاروليم لتدريب الأهلي أن نجاح الفريق قد حضر معه، ونغفل عن القول إن النجاح قد حضر مع عودة رجل الذهب الأمير خالد بن عبد الله، الذي عشنا معه في سنين مضت فرحة البطولات وعظمة الإنجازات، ليعود مرة أخرى فيعود معه استقرار الأهلي إدارة وفريقاً ومدرباً، لقد عرف عن الأمير خالد الإدارة الصارمة والمتّزنة والعمل الصامت والبناء المتقن، وكعادته قدم أميراً رائعاً هو الأمير فهد بن خالد الذي قاد الإدارة بكل نجاح وابتسامة لا تفارق محياه. هناك أمور حضرت مع عودة الرمز وأولها الجماهير التي ظهرت من تحت الرماد لتحيا من جديد بأعداد تخيف المنافسين وتشتعل حماساً وتدعم الفريق في أصعب اللحظات، إنها توليفة ليس هناك من يستطيع إيجادها وهي (فريق قوي وجماهير مجنونة) -هذا يا أعزائي فن الإدارة-. وظهر أيضاً أكاديمية الأهلي التي لعبت دوراً مهماً في دعم الفريق باللاعبين المميزين، لتصبح المصدر المتجدد للموهبة والغبداع. ولكن على الإدارة أن تنتبه لأمر خطير يحدث من المدرب المغمور الذي أحببناه بشجاعته، فهو يرتكب خطأ مميتاً حدث مرتين، أولهما أمام الشباب في كأس الدوري، وثانيها أمام الهلال في ذهاب كأس الأبطال وهو التشكيلة والاعتماد على لاعبين غير جيدين. وكان من نتائجها إصابة فيكتور في المباراة الاخيرة.

إنه أمر يجب أن تتدخل الغدارة فيه قبل المباريات المصيرية حتى لو لم يعجب المدرب، فليس هو من يخسر، بل الأهلي إدارة وفريقا وجماهير. فلو اعتمد على اثنين في الهجوم دائماً من بين الثلاثة (الحوسني - فيكتور - الراهب). وفي الوسط (العيسى - الجاسم - الجيزاوي) وفي الدفاع له أن يشكل كيفما يشاء، ولكن أقولها بصدق إن (كماتشو وكامل الموسى ومحمد المسعد) أحد أسباب الخطورة على الأهلي وضعف الوسط والدفاع.

ولا يجوز أن يجتهد المدرب ويضع تشكيلة يكون رأس الحربة وحيداً امام المدافعين، أو وسط مهزوز من السهل اختراقه.

وأرى أيضا أن دخول الفهمي في التشكيل يجب أن يكون عند الحاجة إلى جناح للعب على الأطراف أو إصابة مهاجم.

ولا يخفى على أحد ما يتعرض له هجوم الأهلي من مخاشنة دائمة من الفرق الكبيرة الأخرى التي تدرك مفاتيح اللعب في الأهلي لذا فإن توزيع الضغط على أكثر من لاعب في الخط والواحد مهم جداً. وأخيراً أقول: هل رأيتم كم عدد جماهير الأهلي؟ أعتقد أنها أضعاف جماهير أي نادي آخر.

لقد حضرت وتفاعلت، وبكت وفرحت، فاحذروا قتلها بخطة مدرب. فالرماد لا يخفي دائماً الجمر تحته بل تذروه الرياح ليقال: كان هنا قوم قد رحلوا.