ذكر معالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز الخويطر في حديثه عن الشيخ عبدالله الفالح - بعد وفاته رحمه الله - بمقال له بعنوان: في ذواكرهم في (المجلة الثقافية) ملحق الجزيرة ليوم الخميس 15 ربيع الآخر 1433 هـ إنه ممن التحق في أول مدرسة نظامية تفتتح بعنيزة. وهي المدرسة السعودية، ولم يذكر التاريخ ولكني أعتقد أنه في حدود عام 1360هـ وقد كان ممن حفظ القرآن نظراً، ولهذا زامل عبدالله الفالح في القسم الثاني (الصف الثاني). المهم في الموضوع هو كيف ينبه الطلاب والمدرسون بدخول وخروج الدرس.».. بعد إنشاء المدرسة مباشرة، برزت مشكلة كيف يدخل الطلاب الفصول وكيف يخرجون، ففي مكة مثلاً، هناك الصفارة (الصُفّيرا) ولكن هذه غير مقبولة في نجد، لأن بعض المعترضين عليها أدخلوها في مدلول (المكاء 1 و(التصدية 2 وسرعان ما جاء الحل الملائم، باختيار ساعة منبه (خرّاشة) تبرز من نافذة غرفة المدرسين في الطابق الثاني (فترنّ) فإن كان الطلاب خارج الفصول دخلوها، وإن كانوا داخلها خرجوا منها..».
وتحضرني بالمناسبة أنه في عام 1373 هـ كنت أدرس في السنة الثالثة الابتدائية بمدرسة (العقدة) الحي الجنوبي بالزلفي وكانت علامة انتهاء الدرس أو الدخول فيه، وجود برميل فارغ في وسط المدرسة يذهب له المراقب أو أحد المدرسين لضربه بقطعة خشب منبهاً بانتهاء أو دخول الدرس بدلاً من الصافرة التي تعتبر من البدع المنكرة، فـ(كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ولم أجد الصافرة أو (الصفارة) تستعمل إلا في مدارس الرياض في العام التالي ثم تطور الأمر بعد سنوات باستعمال الجرس الكهربائي في المعهد العلمي فيما بعد، وقبل معرفة الجرس كان المراقب يذهب لأبواب الفصول المحدودة ليضربها بالعصا لينبه بانتهاء الدرس أو حلول وقت الأذان للصلاة..
***
(1) جاء في المعجم الوسيط: (المكَّاء طائر صغير يألف الريف، يجمع يديه ثم يصفر فيهما)
(2) جاء في المعجم الوسيط: صدّى فلان بيديه تصدية: صفّق بها
وقد وردت اللفظتان في سورة الأنفال في ذم صلاة المشركين قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً}.
محمد بن عبدالرزاق القشعمي