يبدو أن إفشاء أسرار السجلات الطبية (للزعيم النازي أدولف هتلر) وعرضها للبيع سيلقي بظلاله على مسألة إفشاء الأسرار للطبيب المعالج خوفاً من تسربها..!
هتلر تم (فضحة مؤخراً) في المزاد العلني وبالوثائق التي كتبها (إروين جيسينغ) الطبيب الذي عالجه حتى العام (1944م)، حيث تعرَّف الجمهور على معاناة هتلر من (الغازات) وعدم تحكمه في إطلاقها..؟!
المشكلة أن (السجلات الطبية) المعروضة للبيع تتضمن عشرات الصفحات السرية عن الحالة الصحية والأعراض التي كان يعاني منها (هتلر) أعدها نحو (6 أطباء) شاركوا في علاجه وفحصه فيما مضى..!
اعتقد أن هذا الأمر يجعلنا أكثر حذراً في مسألة إبلاغ الطبيب بكل صراحة وعفوية ببعض (الأمور الدقيقة) التي لا يجب أن يطلع عليها الآخرون، لا تعتقد أنك شخص (غير مهم) وتدلي لطبيبك بكل الأعراض التي تعانيها، فقد يستغل البعض هذا الأمر لفضحك، تخيل يشوفك أحدهم وأنت تحمل كيساً مليئاً (بمراهم نباتية لعلاج البواسير) ما تسوى عليك..!
الصراحة مطلوبة مع الطبيب.. لكن هل تعتقد أن طبيبك صريح معك أصلاً فيما يخص احتياجك للفحوصات والتحاليل اللي (تقص الظهر)..؟!
للأسف الكثير من المرضى يقعون ضحية طمع وجشع (بعض المؤسسات الطبية الخاصة) بمساعدة الأطباء وطلباتهم غير الضرورية مثل محاولة معرفة (مصرانك الأعور) هل هو أعور بالفعل زي بقية خلق الله وإلا بيتحايل علينا و(مغمض عينه)..؟!
الخوف أن يكون مصرانك (بدون عينين) أصلاً، عندها قد يلزمك فحصه بالمنظار (ولن يكلّفك كثيراً) وفيه برنامج تقسيط مواز لمساعدة المرضى غير القادرين، بالمناسبة هل أنت غير قادر لا سمح الله..؟! ما تخفش هذه أيضاً لها علاج..!
السؤال كيف نبني الثقة بيننا وبين (أطباء القطاع الخاص)؟! و هل يجب أن نبحث عن سجلات سرية (لمراكزنا الطبية الخاصة) يتم تسريبها عن (العمايل المهببة) اللي بتسويها يوماً بعد آخر لنتجنب ذلك العبث في صحة المرضى..؟! اليوتيوب مليء (بفضائح) وأسرار يسردها بعض (الأطباء العرب) المهاجرين من بلدانهم للمآسي التي تقع في المستشفيات الخاصة لديهم..؟!
بينما ما زلنا نصرخ (تلطموا يالربع) عند الحديث حول كفاءة وقدرة عدد من المستشفيات الخاصة، لأننا بدأنا نشم روائح كريهة لأخطائها الجسيمة، بعيداً عن سجلات هتلر الطبية بالطبع..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
