قامت قائمة كثير من رجالات نادي الاتحاد الكبار وأبنائه ومحبيه عندما وُجدت واحدة من كؤوس بطولات النادي الغالية المفقودة أو المسروقة عند تاجر ومحب التراث، وجدها بدوره في سوق الروبابيكا بجدة أو حراج الخردوات (سوق الصواريخ)، واشتراها بثمن بخس، قبل أن يعرف حقيقتها، ويتعرف عليها بعد ظهوره حاملاً لها في وسائل الإعلام المختلفة. ظهرت غضبة الاتحاديين الكبيرة جداً من كون الكأس الغالية التي تمثل واحدة من تاريخ النادي أصبح هذا مصيرها ومآلها، وتحسروا على ذلك كثيراً.
أُعجبت كثيراً بغيرة الاتحاديين وحركتهم وتحرك عدد من رجالات النادي وظهورهم بحمِية كبيرة من أجل الكأس ومساعيهم الحثيثة من أجل استعادتها وعودتها إلى بيت الطاعة ومتحف النادي (الخرافي)، وتبادر إلى ذهني وفي رأسي من تداعيات ذلك سؤالان كبيران وعريضان في الوقت نفسه أود طرحهما من غير رتوش:
سؤالي الأول هو: أين هذه الحركة والغيرة والمساعي والنادي يفقد خلال هذا العام ما هو أهم من البطولات والكؤوس؟ أين هم والنادي يفقد بعض أسمائه الكبيرة ورجالاته الداعمين وبعض رموزه الحقيقيين ولم يتحرك أحد ولم يسعَ واحد ولم يُظهر أحدٌ غيرة أو حَمية أو يُقدم عملاً من أجل إبقائهم أو استعادتهم وهم أهم للنادي وتاريخه ومستقبله من الكؤوس والبطولات؟ نعم، فقدان الرجال الكبار والداعمين أكثر خسارة وفداحة من سرقة أو ضياع الكؤوس الذهبية مهما كانت؛ فالبطولات تعوَّض، والرجال لا يُعوَّضون، بوقفة الرجال ودعمهم تعوض البطولات والكؤوس، لكن من يعوض فقدان الرجال وابتعادهم؟! ولنا عبرة في هذا الشأن بعد ابتعاد أحد أهم اثنين في تاريخ دعم العميد في تاريخه العضو الداعم الذي ابتعد هذا الموسم، وحتى الآن النادي غير قادر على أن يعوضه أو يأتي بمن يعوضه بنصف ما كان يقوم به ويقدمه طوال سنوات بروز اسمه ودعمه، وقد ظهر جلياً مدى فداحة غيابه وتوقف دعمه، ولا يزال للتأثير بقية.
أما السؤال الثاني فهو يتعلق بما يتردد أن الكأس ستعود إلى موقعها الطبيعي في (متحف النادي)، وهنا يأتي سؤال كبير: وهل أصبح هذا الموقع (آمناً) حتى تعود الكأس إليه؟ أليس هو المكان الذي سُرقت أو فقدت منه مع كؤوس أخرى لا يُعرف مصيرها حتى الآن؟ وما هي الفائدة التى جناها نادي الاتحاد من المتحف منذ إنشائه قبل نحو سبعة أعوام؟ غير الهالة الإعلامية و(الفخفخة) لا يجني النادي من المتحف شيئاً، وكل ما قيل عن دواعي إنشائه وتحوله إلى مزار ومعلم من معالم السياحة في مدينة جدة لم يتحقق ولن يتحق في ظل الوضعية التي هو عليها والتي أصبح فيها النادي، والواجب يفترض أن يستفيد النادي من الموقع والمساحة التي يشغلها ووجوده في جهة مهمة واستراتيجية جداً، بهدمه والاستفادة من مساحته وما جاورها بإقامة مشروع استثماري حقيقي وسياحي يدرُّ على النادي دخلاً سنوياً ثابتاً، ويحول الزاوية تلك إلى مزار وملتقى حقيقي للاتحاديين بالفعل، وليس بالضحك على الذقون.
كلام مشفر
· في مجال الحفاظ على رجالات النادي أعجبتني مقولة وموقف رئيس نادي نجران المهندس صالح آل مريح عندما غضب أعضاء الشرف لقيامه ببيع عقد اللاعب عوض خميس لنادي النصر واستقالة هيئة أعضاء الشرف بسبب ذلك.
· ردة فعل المريح كانت عملية؛ إذ قام بتقديم استقالته وأعضاء مجلس إدارته، وقال (إن مجلس الإدارة يعوَّض لكن الداعمين لا يُعوَّضون). أما في الأتحاد فإن الإدارة التي أضاعت أكبر داعم في تاريخ الأندية السعودية (مع احترامي الشديد لها) لا تزال تتمسك بمقاعدها.
· حتى وإن غضب بعض الهلاليين فإن الأهلي وضع قدماً قوية في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، بعد أن فاز في مباراة الذهاب، أكتب من غير أن أعرف نتيجة مباراة الذهاب بين النصر والفتح، واعتقادي أن من يكسب الصفعة الأولى سيكون الطرف الثاني في النهائي.
· سؤال يستحق الطرح: أخطاء عديدة ظهرت من الإيطالي حكم مباراة الذهاب بين الهلال والأهلي لمصلحة وعلى الفريقين، وانتهت المباراة بهدوء من غير ضجيج أو تأجيج أو تأويل أو تفسير أو اتهامات.. هل كان الأمر سيكون على الوضع نفسه لو كان الحكم محلياً؟
· الإجابة الحقيقية والعملية تؤكد أن من طالبوا بالحكم الأجنبي للمباراتين هم الذين في صف الحكم السعودي أكثر من غيرهم، وهم الذين قالوا إن قرار الاستعانة بطاقم أجنبي قرار حكيم.
· ما زلت عند رأيي بأن الاتحاد لا يحتاج ولا يجب أن يتحسر على أي من صفقات اللاعبين الشباب التي عقدتها بعض الأندية الكبيرة مثل ياسر الشهراني وعوض خميس وغيرهما؛ ففي شباب وأولمبي العميد من في مستواهم وأفضل.
· أسماء مثل محمد العمري ويحيى دغريري وعبدالرحمن الرشيدي والعبسي وفهد المولد وماجد كبة ينتظرون الفرصة؛ ليقدموا أنفسهم بالشكل والصورة نفسيهما اللذين قدم بهما أحمد عسيري وأبو سبعان وهتان ومعن وغيرهم أنفسهم، وربما أفضل.