ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 09/05/2012/2012 Issue 14468

 14468 الاربعاء 18 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

ساركوزي.. ضحية شجاعته

رجوع

 

آن إليزابين موتيت*

يجب أن يُقدر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على شجاعته وعمله الدؤوب وصراحته في الحديث وحبه لفرنسا، وسوف أشعر بالأسف إذا خسر ساركوزي الانتخابات، فهزيمته، إذا ما تحققت بالفعل في غضون أسبوعين، سوف تكون هزيمة للجوهر أمام المظهر، ولا ينبغي لأحد أن يخصم من رصيده بسبب تمسكه المطلق بأفكاره وعقليته الثابتة في مواجهة خصومه.

فقد كان شعار حملة ساركوزي منذ خمس سنوات هو مصارحة الفرنسيين في وجوههم بأنه لن يقوم بتدليلهم، فأخبرهم بوضوح أن مستوى معيشتهم سيرتفع فقط إذا عملوا بجد، وحتى قبل أن تغير الأزمة المالية العالمية كل شيء بحلول عام 2008، كان الجميع يسمع ضحكات الساخرين منه ولكن ذلك كان تبسيطًا لوصف شخصيته، وكان ذلك أيضًا تحقيرًا سخيفًا له.

على مدار اثني عشر عامًا استطاع جاك شيراك وحكوماته المتعاقبة من اليمين واليسار أن تتجنب بمهارة أي قرارات شجاعة يمكن أن تؤدي بالفرنسيين إلى الإضراب أو النزول إلى الشوارع، ولاحظ أنني أعني بكلمة «الفرنسيين» تلك الطبقة من الموظفين في الخدمات المدنية وموظفي الدولة من الوظائف التي يتقلدها الشخص طوال عمره، ويمكن أن يقوموا بإحداث شلل تام في البلاد بالتعاون مع حفنة من أعضاء النقابات العمالية الأخرى.

وبعد شهرين من انتخاب شيراك عام 1995 قام الموظفون في الخدمات العامة في فرنسا بعمل إضراب شامل لمدة شهرين كاملين، مما أدى إلى توقف الحياة تقريبًا في كامل أنحاء البلاد، وذلك اعتراضًا على إصلاح بسيط للغاية في نظام المعاشات السخي الذي كان يدفع فورًا للموظفين مع نهاية خدمتهم.

وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الموظفين في الوظائف الخاصة ظلوا يذهبون إلى وظائفهم وأماكن عملهم، أحيانًا بمشقة بسبب توقف المواصلات وغيرها، فإن شيراك قام بإقالة رئيس الوزراء وقرر ألا يجري مرة ثانية أية عملية إصلاح لا تحظى بشعبية الشارع الفرنسي.

ولكن ساركوزي استطاع أن يعالج ويمرر ذلك الإصلاح في قوانين المعاشات، فقد قام بالمناقشة الهادئة لتلك الحقيقة التي كانت لا تقبل الجدل، ففي عام 1945 عندما تم مناقشة ذلك النظام، كان كل ثمانية عمال يدفعون معاش أحد المتقاعدين، أما اليوم فاثنان فقط من العمال يدفعون ذلك الأجر، ويعيش الفرنسيون الآن 18 عامًا أعلى من متوسط عمر السكان في 1945، فطوال الأربعين عامًا الأخيرة، لم تعرف فرنسا الوظيفة الكاملة، وتم تخفيض سن المعاش الإلزامي من 65 إلى 60 عامًا على يد حكومة اشتراكية أخرى، تحت رئاسة فرانسوا ميتران.

* (تيليجراف) البريطانية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة