قرأت في عدد الجزيرة رقم 14461 في 11-6-1433هـ ما كتبه الأستاذ سعد الدوسري تحت عنوان (الجن ما فيه مشكلة) والذي قال في مقدمته، كيف لجريدة يومية أن تفرد صفحتين كاملتين لمطوّع يتحدث لنا عن خرافات دخول الجن للإنسان وخروجهم منه. الخطأ ليس خطأه، إنه خطؤنا بقل اهتمامنا بقضايا الإنسان وهمومه اليومية الملحة، ويزداد حرصنا على نشر الخرافات والتفاهات. وتعليقاً عليه أقول لقد صدق والله الأستاذ سعد الدوسري، فإلى متى يستمر الترويج الإعلامي للخرافات والخزعبلات والخوف من الجن وتلبيسهم بالإنسان وإيذائهم له وشب الحرائق في سكنه وممتلكاته مثلما نشرت بعض الصحف وبثته بعض المحطات التلفزيونية واتضح فيما بعد أن من يشب الحرائق كان مراهقاً من العائلة وقد أحدث نشره والاهتمام الإعلامي به على أنه من عمل الجن خوفاً وهلعاً من الجن، ولله سبحانه وتعالى حذَّر من مثل ذلك وقال: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً}, وبما أن الخوف عبادة لله وحده والخوف من الجن والإيمان بأنهم يضرون لا يجوز لأنه عبادة لهم والله سبحانه وتعالى قال: {بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ}، والله جلَّ جلاله خلق للإنسان ما في الأرض جميعاً قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} البقرة الآية 29، وسخَّر له ما في السماوات وما في الأرض جميعاً قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} الجاثية الآية 13 ولم يجعل للجن على الإنس سلطاناً يستطيع بموجبه الدخول في جسده أو إيذاءه حسياً أو إتلاف ماله أو تخويفه ونحن نؤمن بأن الجن موجودون ولكننا لا نعلم مكان وجودهم ولا نستطيع رؤيتهم والله خلقهم لعبادته كما ذكر ذلك في القرآن الكريم.
أما الشياطين فليس لهم سلطان على بني آدم إلا بالوسوسة والإيحاء فقط.
محمد عبد الله الفوزان - محافظة الغاط