ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 09/05/2012/2012 Issue 14468

 14468 الاربعاء 18 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قال أديب إسحق:

قتل أمرئ في غابة

جريمة لا تغتفر

وقتل شعب آمن

مسألة فيها نظر

إن غالب الدول الغربية تراها تثور ثائرتها لاعتقال شخص من مواطنيها أو مقتل آخر وتكثر توصيفات المنظمات الدولية وترفع الاحتجاجات بينما مسألة قتل شعب كامل ومحاولة إبادته وتهجيره والاستيلاء على ممتلكاته وحريته وكرامته وآدميته بحاجة إلى مزيد من المداولة وكثير من الأدلة والوضوح واليقين والبراهين.

إن الدماء السورية الكثيفة التي لا تزال تسيل، جاءت نتيجة التردد الدولي الكبير والتخاذل في اتخاذ موقف صارم وحازم وفوري تجاه النظام السوري الذي هو من أكثر الأنظمة بشاعة وإجراما وقسوة، وصاحب أكبر رقم قياسي في القتل والتعذيب والاحتجاز والغي والبغي، لقد أذل هذا النظام السوريين بكل طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم وأرهبهم وجعلهم يدفعون الأثمان الباهظة ماديا ومعنويا، لقد أنشأ هذا النظام البشع المليشيات السرية ونصب المشانق لخصومه السياسيين علنا، وأجبر المواطنين على مشاهدتها من أجل إرعابهم وأخافتهم، لقد ضاقت السراديب الأرضية هناك وازدحمت بالمعتقلين، الذين كان رموز النظام وجلاوزته يشطرون أجسادهم بالمناشير، أو يذيبونها في أحواض حمض الكبريت، حتى أن مرضى الدرن الصدري جلبوهم من المصحات ليبصقوا في أفواه المعتقلين لنقل المرض والعدوى إليهم بصورة بشعة وبعيدة عن أي بعد إنساني.!

هذا النظام أنتج البشاعة والدمامة والدم والقتل والإرهاب والخراب، ورفض أن ينتج العلم والفكر والثقافة والأدب والإبداع، ولم يسجل له أي إنجاز مميز واحد في هذا المضمار، لقد طارد العلماء والمبدعين والمفكرين وشردهم من البلاد ليعيشوا منفيين في زوايا المنافي البعيدة، إن هذا النظام لم ينجز مشروعا واحدا لتطوير سورية اقتصاديا أو معرفيا أو عمرانيا أو بنى تحتية، بل كانت كل انجازاته هي القتل والفناء والشك والريبة وتكثيف المخبرين السريين وتوسيع الأجهزة الاستخبارتية والتهام الأموال والثروات والسرقة والنهب المقنن، هذا النظام لا يؤمن بلغة الحوار ولا يفهم الكلام المهذب، بل يفهم لغة المدافع والصواريخ والأسلحة الكيميائية، وهو مستعد لإلقائها على أية مدينة سورية تنتفض ضد حكمه وترفض له، إضافة إلى الجيوش السرية العديدة التي تمتلئ بها الشوارع السورية كافة، أن هذا النظام يعيش أوهام العظمة ويصدق الأكاذيب بعد أن يكذبها ويصنعها بنفسه ويطلق على نفسه الألقاب، لقد حول هذا النظام سورية إلى دولة فقيرة يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر، والنصف الآخر فضل الهروب والمنفى، إن هذا النظام مهووس بالدم والقتل والإبادة ويملك أساليب قاسية ونظما لا تعرف الرحمة ولا الغفران، هذا النظام لم يطور المدن السورية ولم يرفع من مستوى معيشته المواطن السوري الذي عاش في حرمان وفقر مدقع رغم أنه يملك النفط والغاز والماء والأرض الخصبة واليد العاملة والعقول المفكرة، إنه نظام شوفيني وظيفته الأساسية والرئيسية الرقابة الأمنية البوليسية الصارمة والكذب والبهتان وتزوير الحقائق والشراسة والقسوة وعدم المهادنة وإنشاء فرق الموت والتعذيب، بعد هذا أقول: إن المجتمع الدولي باستطاعته أن يصدر عشرات القرارات خلال ساعات أو يوم ضد هذا النظام التتري البغيض، كما حدث مع بعض الدول الأخرى بسرعة البرق، لكنها كفة النفط التي رجحت على كفة الدم!! فلمن الغلبة؟

ramadanalanezi@hotmail.com
 

النفط والدم!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة