احتفل طيران «ناس» مؤخراً بتخريج 30 طياراً سعودياً، يمثّلون الدفعات الأولى من برنامج (طياري المستقبل) الذي يستهدف تخريج 100 طيار سعودي.
هذا الخبر جعلني أعيش حالتين متناقضتين، بهجة وارتباكاً! البهجة تعرفون سببها، أما الارتباك، فمنشؤه ما أقرأه وأسمعه عن حالات الطيارين السعوديين الذين درسوا على حسابهم الخاص، ودفعوا مبالغ طائلة لكي ينخرطوا في هذه المهنة التي تحتاجها البلاد، ولكنهم في النهاية، لم يجدوا فرصاً للعمل، فمنهم من ترك الوطن، باحثاً عن فرص عمل، ومنهم من تحول إلى كاشيير في مقهى أو (إذا لديه واسطة قوية) موظف خدمات ركاب!
محمد بن رباع أحد هؤلاء الضحايا، فنتيجة الديون المترتبة عليه والتي تحمّلها خلال دراسته، فكّر في قطع الدراسة والعودة للمملكة، لكنه أكمل دراسته وحصل على رخصة الطيران وعاد إلى الوطن. تقدّم للخطوط السعودية ولم يتم قبوله رغم مشاهدته لأجانب يتم قبولهم دون إكمالهم للشروط. اضطر إلى الاستدانة مجدداً للحصول على سيارة ليموزين لكسب الرزق والعمل على سداد الديون المتراكمة عليه، بعد أن فقد وظيفته السابقة وفشل في تحقيق حلمه. يقول محمد: «كأنني أعيش في كابوس، حلمت بالتحليق بالطائرات، وأفقت على قيادة ليموزين.»
يا «ناس»، وظّفوا هؤلاء الطيارين العاطلين الجاهزين للعمل!