الجزيرة - فاطمة الرومي
رعت حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان مساء أمس الأول احتفال جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا وبرنامج المنح والاحتفال كذلك بمرور عشر سنوات لكلية التمريض وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات. كما تم تكريم أعضاء هيئة التدريس وكل من أسهم في هذا الانجاز من قبل سمو حرم خادم الحرمين الشريفين.
وتجدر الإشارة إلى أن الإحصائيات الأخيرة تظهر أن 90% من خريجات الكلية يلتحقن بسوق العمل بعد تخرجهن بفترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة أشهر، كما أشارت كذلك إلى أن أكثر من 80% من المرضى يرون أن مستوى أداء خريجات الكلية مماثل لمستوى نظيراتهن من الدول الأخرى إن لم يكن أفضل، وأكثر من 50% من الخريجات يتخصصن في أقسام التمريض المتخصصة كوحدة العناية المركزة والطوارئ وغيرها، وعدد الطالبات المنتظمات أكثر من 1300طالبة، عدد الخريجات أكثر من 500 خريجة.
من جهة أخرى أشادت البروفيسورة وفيقة سليمان (عميدة كلية التمريض بالرياض سابقا) بالممرضة السعودية في تصريح لها بقولها: لقد أثبتت جدارتها واهتمامها بهذه المهنة الإنسانية سواء أثناء فترة الدراسة أو حتى بعد دخولها للمجال كممارسة للمهنة فالممرضة السعودية والحق يقال تمتلك الكفاءة والأمانة اللازمة وهذا طبعا من أهم شروط النجاح في هذا المجال.
واستبعدت أن يتم الاستغناء عن الكادر الأجنبي في هذه المهنة في الوقت القريب قائلة: أعداد خريجات التمريض في ازدياد عام بعد آخر ولكن من الصعوبة بمكان تغطية حاجة سوق العمل من قبل الممرضة السعودية أو العنصر السعودي بشكل عام فما زال الوقت مبكرا وربما يستغرق ذلك عشرين عاما قادمة حتى نتمكن من الاعتماد الكلي على الكادر السعودي، مضيفة أن هذا عائد لحجم التوسع والازدهار في المجال الصحي في المملكة والحمد لله مما يستلزم وجود الكادر الأجنبي بهذا الحجم في المجال الصحي بالمملكة ونوهت إلى أن هناك شح في الكادر التمريضي على مستوى العالم وليس في المملكة فقط.
كما ذكرت البروفيسور وفيقة سليمان من خلال تجربتها في هذا المجال أن هناك بعض المعوقات التي تواجه الممرضة السعودية ومن أبرزها:
النظام المعمول به في توزيع ساعات العمل حيث تم تحديد فترة العمل الواحد بـ12 ساعة متواصلة فكون السيدة تنقطع للعمل لـ12 ساعة فلا شك أنها ستعود للبيت منهكة تبحث عن قسط من الراحة وقد يكون هناك من لا يتفهم وضعها أو يقدر حاجتها للراحة بعد يوم طويل من العمل المضني وهذا سيؤثر بلا شك على الجانب الأسري في حياتها وأضافت أن ذلك سينعكس بلا شك على أدائها، وكما هو معروف فنحن السيدات في المجتمعات العربية ككل وليس السعودي فحسب العائلة تأتي لدينا أولا.
وتساءلت البروفيسورة وفيقة: لماذا لا تساوى الممرضة السعودية بأي موظفة أخرى حيث لا تزيد عدد ساعات عملها عن 8 يوميا كما أن الدوام الليلي يعد عائقا آخر حتى لو كان قصيرا وبما أن نسبة الممرضات الأجنبيات يمثل 80% من نسبة الممرضات في المملكة فبرأيي انه قد يكون من المناسب إعفاء الممرضة السعودية منه بحيث يقتصر عملها على ساعات النهار ويكون الدوام خلال ساعات الليل من نصيب الممرضات الأجنبيات وهذا بلا شك سينعكس ايجابيا على عطاء الممرضة السعودية سواء على الصعيد العملي أو الأسري.
وأضافت البروفيسورة وفيقة: وبالرغم من كل ذلك فالممرضة السعودية ينتظرها مستقبل باهر بفضل الله ثم بفضل طموحها والدعم اللا محدود الذي تقدمه حكومتها الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فأعداد المبتعثات سنويا شيء رائع يدعو للفخر فالقيادة في المملكة تتبنى مشروع الابتعاث لدراسة ما بعد البكالوريوس مما يعني أن المبتعثات سيعدن بشهادات وخبرات عالية تمكنهن إن شاء الله من استلام زمام الأمور في المؤسسات الأكاديمية كأعضاء هيئة تدريس وهذا يعد انجازا فالممرضة لم تتقاعس بل سعت إلى الاستثمار في نفسها وما فيه نفع بلدها..