بسبب سرقتها أكثر من مرة لم يجد (أحد المواطنين) في مدينة عرعر طريقة أفضل من تعليق ورقة على زجاج سيارته كتب فيها (عزيزي الحرامي.. الرجاء عدم تكسير زجاج السيارة.. لا يوجد فيها شيء)!
أنا أتعاطف كثيراً مع هذا الرجل الذي يبدو أنه استنفد كل الطرق للقبض على الحرامي (عبر الشرطة) و(رفع البصمات) ولكنه لم يفلح، ففكر في توضيح الأمر (للحرامي العزيز) بأنه لا يملك أي شيء ثمين داخل السيارة يستحق السرقة وكسر الزجاج..!
بالأمس قال لي كل من يعقوب وعبد الله الشقاقيق: إنهما لا يفكران في السفر للسياحة خلال السنوات القريبة مطلقاً، بعد تعرضهما للاختطاف والسرقة والابتزاز لحوالي (50 ألف دولار) على يد (عصابة عربية) في بيروت الأيام الماضية، الرجلان تحدثا لي أثناء زيارتي لمنزلهما في قرية (الرميلة) شرق الأحساء عن المعاناة وكيف وقعا ضحية لهؤلاء الحرامية.. والسبب أن العصابة كانت تعلم أنهما يملكان المال لكونهما سائحين قادمين من السعودية..!
السياح الخواجات من أكثر الناس ذكاءً وفطنة..؟!
مهما ملك أحدهم من مال لا يتضح عليه البذخ أو الثراء بعكسنا نحن العرب.. فتجده يلبس لبساً عادياً، ويحاسب بالفيزا.. ويكاسر لتخفيض ما أمكن من السعر حتى إن البائع قد يظن أنه لا يملك (المال الكافي) للشراء، لذلك نادراً ما يتعرضون للسرقة، أما نحن فحدث ولا حرج حتى لو كانت الرحلة (قَطْة)..!
أعود لقضية (الشقاقيق إخوان) حقيقة شعرت بالفخر وأنا أنصت لما يقوله الرجلان وأولادهما حول الدور الكبير الذي بذلته سفارة خادم الحرمين الشريفين ببيروت في قضيتهم منذ تلقي اتصال العائلة وشكوكها حول طلبات الحوالات المالية حتى تم القبض على شلة الحرامية..!
يعقوب وابن عمه عبد الله قرّرا عدم مغادرة المملكة حتى ينسيا ما حدث لهما في بيروت تماماً، أما أنا فأعتقد أن من متطلبات (السياحة الجديدة) حمل ورقة يكتب عليها:
(عزيزي الحرامي.. شكراً لتفهمك فأنا سائح طفران.. وما فيش فلوس)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net