امتداداً لمواضيع سابقة عن حِيل لطيفة للحساب الذهني السريع فإننا اليوم بين يدي الجزء الأخير من هذا الموضوع، وهي سلسلة من عدة حلقات منفصلة اعتمدت فيها على الكتاب المذكور في العنوان للكاتب إدوارد جوليوس، وتنبيهاً فكل حلقة مستقلة ولا يلزم أن تكون قد قرأت كل ما قبل، وسنبدأ اليوم بمثالٍ يطلب منك أن تتخيل سلعة مرغوبة تبيعها، وتَعطَّل جهاز الحساب في يوم من الأيام ولا حاسبة لديك فاضطررت للحساب الذهني، وهذه السلعة سعرها 9 ريالات ويأخذ الناس منها عدة حبات، فمنهم من يشتري 6 حبات ومنهم من يشتري 9 وغيره 15 وهكذا، فما العمل؟ لضرب التسعة في أرقام أخرى سنستعين بالعشرة، والتي دائماً تنقذنا في مثل هذه الحالات، والطريقة هي أن نحوّل التسعة مؤقتاً إلى عشرة ثم نضرب، بعدها نأخذ المضروب ونطرحه من الناتج مرة واحدة، وكمثال دعونا نضرب 9 في 15. نحول التسعة إلى عشرة ونضرب مما يعطينا 150 بسهولة بالغة، ثم نطرح 15 من 150 لتأتينا النتيجة المرغوبة: 135. معتمداً على هذا المبدأ اضرب 9 في 18، لكن أجرِها في عقلك بدون قلم ولا آلة حاسبة.
هذا المبدأ لا يقتصر فقط على التسعة وإنما يمكن تطبيقه مع أي رقم ينتهي بها، كما لو رغبنا في ضرب 19 في 35، فنحوّل 19 إلى 20 ونطبّق، حينها ينزل الصفر لليمين، و35 في 2 تساوي 70، نُنزلها ويكون لدينا 700، وتأتي الخطوة الأخيرة عندما نطرح 35 من 700 ليكون عندما 665.
مبدأ مشابه هو عندما نحتاج أن نضرب في أرقام أعلى من 9، فافترض أنك اشتريت دزينة من الأقلام الفاخرة كهدايا وسعر القلم الواحد 60 ريالا، هنا سنضرب 60 في 12، وهي تبدو ذهنياً صعبة، حينها تهب العشرة إلى نُصرتنا مرة أخرى! والذي سنفعله هو أننا سنضرب ثم نجمع، وذلك بأن نفصل 12 إلى 10 و2، فنضرب 60 في كليهما ثم نجمع الناتج، فإذا ضربنا 60 في 10 قفزت لنا 600 فوراً وبلا مشقة، والآن نضرب 60 في 2 مما يعطينا 120، نجمعه مع الأول وصار عندنا الحصيلة النهائية وهي 720. أريد منك تطبيق هذا المبدأ الآن، فاضرب لي 12 في 22. ما الحاصل؟
نستطيع تطبيق هذه مع 13 أيضاً، فضرب 13 في 25 مثلاً لا يطلب منا إلا أن نضرب 25 في 10 (250) ثم في 3 (75) وحاصل جمعهما هو المرغوب، وهو 325.
رأينا كيف تنفعنا العشرة في الحسبات الصعبة، لذلك سنمد يد الرجاء الآن إلى والد العشرة: المائة! هذا لأن المبدأ التالي سيعلمنا كيفية ضرب الأرقام في 25، والطريقة بسيطة ومن خطوتين: اقسم الرقم على 4 ثم اضربه في 100. افرض أن إحدى إدارات التعليم أرادت تكريم 32 مُدرسّاً ممن أبدعوا في التدريس وقرروا أن يعطوا لكل منهم 25 هدية صغيرة (أقلام، تذكارات، إلخ)، فكم العدد الإجمالي للهدايا المطلوب توفيره؟ هنا نضرب 32 في 25 فاقسم 32 على 4 (مما يعطينا 8) ثم اضرب في 100، والنتيجة 800. على ضوء هذه المعلومة اضرب 24 في 25. ماذا نَتَج؟
تمت السلسلة بحمد الله، وقد أخذتُ بعض أبرز مبادئ الرياضيات التي أوردها الكتاب وأغفلت غيرها مما لا حاجة ماسة له لمعظم الناس، وأنبه إلى أنه لا بأس باستخدام الآلة الحاسبة لكن فقط للتأكيد بعد الانتهاء من الحساب في ذهنك، فالحساب الذهني هو أساس هذه المبادئ؛ نريد أن نشحذ عقولنا ونزيدها حدة ولمعاناً، وهذا بالنسبة لي هو أهم هدف من هذه المعلومات، نفع الله بها.