فاصلة:
((إذا قلت أشعر بالحر، بدأ يتصبب العرق))
- حكمة عالمية -
اختلفت وصديقتي في رد الفعل إزاء بيان أصدرته مجموعة من النساء السعوديات يحذرن فيه من ترك الحجاب والاختلاط والتغريب.
هي تزعم بأن من واجب أي امرأة سعودية أن يكون لها موقف إزاء محتوى البيان، خاصة وأنها ترفضه جملة وتفصيلا، وكان رأيي أن من حق أي إنسان أن يعبّر عن رأيه، وليس من الواجب أن يكون لي ردة فعل معلنة إزاء كل ما أقرأ أو أسمع حتى وإن كنت كاتبة ولي عمود صحفي.
واستجابة لرغبتها اطلعت على البيان من خلال «تويتر» الفكرة فيه واضحة وهي التطرف في ما يتعلق بالمرأة وقضايا كالحجاب والاختلاط والتغريب والبعثات التعليمية للدراسة في الخارج.
من المهم دوما في إصدار البيانات الجهة التي تصدرها، والأشخاص الذين كشفوا عن أسمائهم في البيان، والواضح أنهن مجموعة متنوعة من النساء من طالبات الثانوية العامة وخريجات الجامعات والمعاهد وربات المنازل .
وهذا يعطي مؤشر لضعف من تبنيّن فكر هذا البيان، ولا أعلم إذا كنّ قد طرقن أبواب الداعيات لدينا مثلا ورفضن التوقيع معهن، أم أنهن اكتفين بالتعبير الحر عن وجهة نظرهن.
إنما من المؤكد أنه لا يمكن لامرأة سعودية عاقلة أن توقّع على بيان يخالف ما تعيشه في واقع حياتها، فلدينا في مجتمعنا المحجبات وغير المحجبات، والاختلاط المباح في العمل موجود، ولدينا ازدياد في عدد المبتعثات للدراسة إلى الخارج.
إذن: عن أي واقع يتحدث ذلك البيان ؟!
نحن لسنا مجتمعا مثاليا ولا أظننا نسعى إلى ذلك لأنها فلسفة غير واقعية.
نحن مجتمع إنساني طبيعي مثل باقي المجتمعات، والناس فيه مختلفون الاختلاف الطبيعي في نسق أي مجتمع.
فكرة أن تتحدث مجموعة وتعبر عن رأيها لا أظنها فكرة مرفوضة؛ فقد بدأ مجتمعنا والمجتمعات العربية جمعاء في إدراك أهمية التعبير الحر عن الرأي.
هكذا أرى الموضوع ببساطة وأرجو ألا أكون قد ساهمت في تسطيح فكرة ثقافة البيانات إنما هو رأيي الخاص، وهو رأي يحتمل الخطأ والصواب.
nahedsb@hotmail.com