«لعيون» الإجازة الصيفية التي بدأت تلوح.., أخذت فخاخ المغريات تستقطب..,

وتسمعونهم يقولون:

***

إن شركات الطيران تقدم عروضها على قدم وساق، لرحلات مخفضة لجميع أنحاء العالم..

)()(

إن شركات السياحة تركض حامية الهمة عملا لحجوزات الفنادق, والمشافي،والناقلات، والحاضنات، وإعداد برامج التجول, والتنقل، ووالتحول، والترفه..!

***

إن البنوك تعمل بتنافسية عالية لتوفير العملات، و وضع تسهيلات مغرية للعملاء وترغيب المستفيدين من عروض مالية، وتسهيل بطاقات ائتمانية..

***

إن أرباب الأسر يفركون جيوبهم، ويعصر بعضهم أفكاره, ويرسم جملة منهم خططه لاتجاهات السفر . وهم يتفكرون في سبل تأمين تكاليف السفر ومتعلقاته.. ويحار أغلبهم كيف يفي لرغبات أبنائه ليكونوا مثل أقرانهم، و..

***

إن تجار الحقائب بأنواعها، وأحجامها، وأغراضها، وتجار الأحذية، والنظارات الشمسية، أكثر من يفرك كفوفهم انتظارا لرخاء المبتاعين الذي سيحل عليهم..

***

و الخلاصة، إن المدن ستفرح بالهدوء يعمها، والراحة تستنشقها،..

بانعتاق مسارات طرقها من ضجيج الأبواق.., وتناكب سير المتزاحمين الراكضين..,

وإنها ستحظى بتوفير الماء والكهرباء، و.., و

***

وقد تسمعونهم يقولون كل ذلك، وأكثر..

لكن، لا تسمعونهم يقولون:

إنهم سيعيدون مراجعة دقيقة لصحائف أيامهم التي مضت، وهم يعملون،ويدرسون، ويكتبون, ويفكرون..

ما جدواها ليضعافوها، وما خساراتهم فيعوضونها..

من نسي في معمعة أيام العمل، والدرس، والتفكير، واللهاث آباء في زاوية النسيان..، أو أبناء في ركن قصي عن الاهتمام.., أو أزواجا لا يلتقون إلا لماما.., أو أصدقاء لا يتقابلون إلا نادرا.., أوعن الهاتف أحيانا..

ومن نسي عملا مجديا لم تتح فرصة وقت لإخراجه من فك الإرجاء.. والانتظار..؟

من شُغل ففكر أن يعيد ترتيب خزائنه فيخرج منها الفائض المكنوز..؟

ليتذكر المحتاج المنتظر..؟

قالت: كل الأحلام المؤجلة لم أسمع أنها الفخ الجميل الذي سيقع فيه اللاهثون للسفر..

ولكن ربما لا تكبر الأحلام إلا في الزحمة، ولا تتبخر إلا عند التفكير في السفر..

***

الإنسان مزدحم بنفسه على كل الأحوال..!!