أتابع نشرة الأحوال الجوية يومياً عبر «الجزيرة» وأقول: إنه قبل نهاية فصل الشتاء ولاسيما في موسم العقارب التي تعد آخر الشتاء يردد العوام في العقرب الوسطى والثالثة مقولة مشهورة هي (بايع الخبل عباته).
أي أن قليل العقل يظن أن لفحات الدفء في العقرب الثالثة هي إيذان برحيل الشتاء ومجيء الصيف بحره وتقلبات عواصفه.. فيعمد إلى عباته فيبيعها ويتصرف بثمنها ثم يفاجئه البرد بالعودة مرة أخرى فيندم أشد الندم على تسرعه وبيع عباءته.
وفي هذا العام الذي شهد فيه الطقس تحولاً واضحاً وملموساً يختلف عما اعتاده الناس في مثل هذه الوقت من الأعوام الماضية تردد على ألسنتهم مثل جديد ومقولة ليست من الواقع ببعيدة.
حيث شاهدوا كثيراً من الناس يعمدون إلى غسل بيوتهم ظنا منهم أن موسم الغبار قد انتهى وذهب إلى غير رجعة فإذا به يعود كل مرة وهو أشد وطأة من ذي قبل.. فقالوا في ذلك على نسق (بايع الخبل عباته)، (هذا غاسل الخبل حوشه).. لأن هناك الكثير من قليلي الخبرة يهدرون الماء على غسل بيوتهم وأحواش منازلهم وموجات الغبار تتوالى ولا تكاد تنقطع.. وهو بلا شك جهد ضائع وثروة مائية غالية تهدر دونما فائدة.
إنها دعوة نطلقها للاستفادة من تجارب أهل الخبرة وتوفير الماء هذا يقال عنه (هين موجود عزيز مفقود).
محمد عبدالعزيز الخنيني - الرياض