|
أعدها وأدارها - سعد جابر الشهري - جدة - شارك في الإعداد - عبدالله الدماس:
أجمع المشاركون في ندوة (الإعلام الجديد بين الواقع والمأمول) والتي أقامها مكتب صحيفة الجزيرة الإقليمي بمدينة جدة، وضمت عدداً من المهتمين في هذا المجال من أكاديميين ومتخصصين وإعلاميين على أن الإعلام الجديد قد ألقى بظلاله وآثاره على الإعلام التقليدي، إذ أسهم كونه قائماً على حرية الرأي وانتشاره في المجتمع، وخصوصاً بين فئة الشباب في إحداث تغير كبير وإيجابي داخل العملية الاتصالية وزاد من صناعة ومتابعة الأحداث سواءً التاريخية أو الحالية أو المستقبلية من خلال التغطية المميزة والمباشرة للأحداث أو من خلال السماح بالتعليقات حول ما يهم الشارع. كما أشاد المشاركون في الندوة بتطور وريادة «الجزيرة» تقنياً كونها أول صحيفة سعودية إلكترونية على الإنترنت ودخولها بقوة إلى سباق الإعلام الجديد من خلال متابعة احتياجات شريحة كبيرة من جمهورها، وتميز موقعها الإلكتروني وموقع الجزيرة بلس وموقع الجزيرة أون لاين الجديد، كما حملت الندوة مقترحات عديدة تضمنت ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي لوسائل الإعلام الجديد وإطلاق حملات للتوعية للأسرة والمجتمع، ومطالبات بإيجاد قانون إلزامي ضد الاستخدام السلبي لهذه التقنية.
بداية رحب سعد الشهري المدير الإقليمي لصحيفة الجزيرة بالمنطقة الغربية الذي أدار الندوة بالسادة الحضور، موضحاً أن هذه الندوة تهدف بشكل أساسي إلى تكوين رؤية للقراء تساعدهم على الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام الجديد ممثلة في شبكة الإنترنت، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والهاتف الجوال الذي يعد نجم الإعلام الجديد القادم، وطرح عليهم محاور الندوة التي تضمنت نقاط الاتفاق والاختلاف بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، حاجة مواقع التواصل الاجتماعي إلى رقابة رسمية، النظرة العربية تجاه الإعلام الجديد سلوك أم تغيير للذات، الإعلام الجديد هل هو يعيش في العالم الافتراضي أكثر مما يعيشه في العالم الواقعي اليومي، الصفات الشخصية للفرد في شبكات التواصل الاجتماعي.
الدكتور سعود كاتب - قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز يرى أن الإعلام الجديد قد سحب البساط منذ فترة طويلة من الإعلام القديم، ويستشهد في ذلك بأرقام التوزيع والإعلانات حيث تعاني كل صحف العالم اليوم توزيعياً وإعلانياً ليس في هذا الناحية فقط، بل في عدد القراء، فالجيل الجديد من القراء لا يفكرون بشراء صحيفة ورقية، دعونا ننظر إلى من أعمارهم 13 عاماً سنجد أن ميولهم تتجه إلى الشاشة سواء إلى شاشات الحواسيب والهواتف الذكية التي بدأت تتمتع بمواصفات عالية الدقة وتتيح لهم إمكانية قراءة الصحف بمنتهى المتعة، وإذا كنا نردد سابقاً مقولة الحميمية بين القراء والصحف الورقية فإننا اليوم لا نجد حميمية أفضل من الهواتف الذكية.
أكَّد الدكتور كاتب إلى ضرورة التسليم بسحب البساط من الإعلام القديم ومؤكداً ذلك بانتهاء العديد من الصحف الورقية وخروجها نهائياً من السوق والمنافسة وما تعانيه حالياً عدد كبير من الصحف مثل توقف صحيفة «الكريستيان ساينس مونيتور» طبعتها اليومية الورقية وصدورها على الإنترنت فقط رغم صدورها المستمر لأكثر من قرن من الزمان، وهناك صحف أوروبية وأمريكية جعلت من مواقعها الإلكترونية أكثر قوة وتنوعاً، وذلك لمجاراة المنافسة المحتدمة في صناعة الإعلام الجديد.
الدكتور عبدالله بانخر - قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، في الحقيقة اختلف تماما مع مداخلة الأستاذ سعود في نظرته الخاصة إلى الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، طبعاً بداية نحن لدينا إشكالية في التسمية، التسمية هل سنتحدث عن محتوى فن إعلامي، الفن الإعلامي يظل مطلوباً في أي وسيلة أو وسيط ولكن للأسف الشديد لدينا مشكلة في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية ولدينا مشكلة في كلمة الوسيلة: هل هي وسيلة؟ هل هي وسيط أو فن اتصالي؟ وأنا بمفهومي البسيط وخلال دراستي طوال الفترة الماضية اعتبر مصطلح الإعلام الجديد هو للأسف الشديد ظهر في الستينيات من القرن الماضي ولا يزال يطلق عليه جديداً، ومرتبط إلى حد كبير بالتكنولوجيا، ولابد من الفصل بين الوسيلة أو الوسيط الذي يتم التعامل معه وبين المحتوى ويظل المحتوى سيد الموقف وهو الأساس المضمون.
وعند الحديث عن الإعلام، وللأسف الشديد، فإن كل ما يطلق عليه إعلام جديد إنما هو خارج عن دائرة أو ما نعرفه كأكاديميين أو نظريين على الإعلام هو أكثر شيء إشاعات وتداول لآراء شخصية، أو أن تطلق لنفسك العنان والحرية بشفافية زائدة عن اللزوم ولا تتفق مع التوصيف العلمي لكلمة إعلام بمعنى إعلام الناس بهدف ضمن رأي عام وحر مستنير وتناقش قضايا المجتمع وتساهم في تطوير المجتمع بشكل أفضل، وبالنسبة إلى كلمة الجديد والقديم فقد كنت دائماً أقول أن المجتمعات في تطور مستمر مع التكنولوجيا ومع مطلع كل يوم جديد تتغير المفاهيم في هذا الشأن بشكل مستمر ولكن يظل الإعلام هو الفن المسيطر أو أحد فنون الاتصال القوية التي تقوم على مضمون في شيء من الموضوعية أو المثالية إلى حد كبير وتظل قائمة وبحاجة إليها مهما اختلفت الوسيلة أو الوسيط الذي نستخدمه، ولي رأي في كلمة الإعلام التقليدي ففي حالة استخدام إعلام جديد فإنني أعتقد أن الكلمة المقابلة لها هي إعلام قديم وفي حالة استخدام إعلام تقليدي فإن الكلمة المقابلة لها هي كلمة إعلام غير تقليدي.
وحين الحديث عن الوسيلة والقناة الإعلامية والتي تعتبر الوسيط، فهناك بعض الصحف بدون أن أذكر اسم أي منها أطلقت صفحات وأبواب للإعلام الجديد هي نتاج لإفرازات خاطئة لمفهوم كلمة الإعلام الجديد تتضمن أخبار ومعلومات تحت مسمى الإعلام الجديد، والنقطة التي لا أتفق تماماً مع المداخلة السابقة هي تأخر التوزيعات للصحف الورقية، والتي أعتقد أنها لأسباب فنية تتعلق بالورق المستخدم للطباعة وقضايا أخرى وعادات القراءة، أما تقلص حجم الإعلانات فنحن نرى في العالم بأكمله تأثره بالأزمة الاقتصادية، وعموماً من الناحية الإعلانية تشير الدراسات إلى ضرورة استحواذ الوسيلة الإعلامية في أقل تقدير على 5% من حصة الكيكة الإعلانية من السوق الذي تعمل فيه.
في العالم كله كان الإنترنت (وأمريكا60 مليوناً أو80 مليوناً واليوم100 مليون) يتعاملون مع الإنترنت وكان الإعلان خلال الأزمة الاقتصادية عام 2008م لا يصل منه إلى الإنترنت بكل اتجاهاته وفروعه إلا إلى 4% مما ينفق رغم رخص الوسيلة الإعلانية الإلكترونية أما التلفاز والإذاعة والصحف المطبوعة والتي تعتبر غالية الثمن فقد ارتفعت الإعلانات في الوسائل الإلكترونية إلى 6% خلال عام واحد والعام الذي يليه 8% وبعد تحسن الوضع الاقتصادي العالمي تراجعت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين.
الدكتور سعود كاتب، قال: إن 90 مليون مشاهدة في السعودية لموقع اليوتيوب فقط، وهذا أحدث نقلة كبرى للإنترنت معنى ذلك أن أغلب فئة الشباب متجهون بقوة إلى الإنترنت.
بينما قال الدكتور بانخر، وفقاً للأرقام والإحصاءات المتوافرة عن عامين فقد وصلت الإعلانات في الإنترنت في العالم كله وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 8% وتعدت حاجز 5% الذي تحقق وبعد تحسن الوضع الاقتصادي فضل المعلنون الرجوع إلى الوسائل التقليدية.
ورداً على تعليق الدكتور سعود، قال الدكتور بانخر، صحيح أن السعوديين من أكثر زوار موقع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، بدليل أن بعض الشخصيات سواءً الدينية أو المشهورة وصل عدد المتابعين لها أكثر من مليون متابع ولكن لا ينبغي أن نغفل الفترة الزمنية المستغرقة للوصول إلى هذا الرقم فالقياس مهم هنا من الناحية العلمية والأكاديمية فالصحيفة عمرها (24) ساعة، فعندما نضع مادة على الإنترنت عمره الافتراضي أكثر من (24) ساعة، وباختصار لا نخلط بين الإعلام كوسيط أو وسيلة أو محتوى وكفن.
المذيع ياسر السقاف، قال: قبل أن أبدأ حديثي أشير إلى أني طرحت تساؤلاً لأصدقائي في تويتر مضمونه (هل تشترون الجريدة الورقية الآن؟) حيث وصلني حوالي 120 ردا من إجمالي 11 ألف صديق نسبة 50% قال لا ونسبة 30 إلى 40% قال نعم، الوالد لا زال يشتري الصحيفة الورقية، بمعنى أن الإعلام الجديد من الإعلام التقليدي، وفي نظري مصطلح الإعلام الجديد هو مصطلح خاطئ لأن الإعلام هو وسيلة تنقل الرأي الغير بدون شائعات أو إضافات، الرأي الذي يصدر من المصادر الموثوقة لأفراد المجتمع، وقديماً كان المذياع هو الوسيلة الوحيدة لإعلام الناس والمواطنين لبث المعلومات المعينة.
الدكتور سعود كاتب، أشار إلى أننا حين نطلق كلمة إعلام جديد فهو إعلام جديد بكافة مواصفاته، وعند نقل المادة الإعلامية إلى وسيلة أخرى مثل إذاعة رغم أنك غيرت بعض الخصائص التفاعلية فإنك لا تزال في الإعلام الجديد، ومن أطلق مسمى الإعلام الجديد في الحقيقة ليس نحن، نحن فقط أخذناه كما هو ولا زلنا نسميه إعلاماً جديداً وسنظل نسميه حتى يأتي غيرنا بمسمى آخر ونتلقاه نحن وهكذا.
الدكتور بانخر، قال: إن الجزيرة من أوائل الصحف الرائدة في الاهتمام بالتقنية حيث لديها منصب نائب رئيس تحرير للتقنية والسباقة كأول صحيفة سعودية على الإنترنت.
المذيع ياسر السقاف، ربط التكنولوجيا مع الإعلام التقليدي يعني أنه إعلام متجدد وليس جديداً، وعند إعطاء الإعلام القديم إحدى صفات ومميزات الإعلام الجديد سيكون ذلك غير عادل، فمواقع التواصل الاجتماعي باعتقادي الشخصي نسبة الخطأ فيها تصل إلى 100% وهذه تعتبر أكبر نقاط الاختلاف بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، كما أن المحتوى على قدر كبير من الأهمية فالمحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي هو على مستوى متدن ويصل إلى التفاهة في كثير من الأحيان ولا يقدم معلومة قيمة، على سبيل المثال الكتابة في توتير (أنا ذاهب إلى المطعم الفلاني) فأي معلومة مفيدة قدمها الإعلام الجديد للناس؟
ويرى المذيع ياسر، أن شبكات التواصل الاجتماعي لا تعد من الإعلام الجديد، وأن الإعلام الجديد هو الراديو المتجدد والتلفاز التفاعلي المتجدد ومواقع الصحف الإلكترونية، في حين رفض الأستاذ سعود كاتب هذا التعريف معتبراً أنه غير علمي أو دقيق.
وفند الدكتور بانخر محاور عديدة تخص الإعلام بمفهومه الشامل، منها الدعاية والإعلان والعلاقات العامة.
بينما تحدثت الدكتورة دينا عرابي، عن الفرق بين الإعلام القديم والجديد حيث قالت: للأسف عند الاستعانة بالإعلام الجديد في الوطن العربي على سبيل المثال تكون الصورة غير واضحة، كما أن الأخبار في الإعلام الجديد غير مسئولة وليس عليها رقابة كافية وضربت مثالاً بما يبث حالياً من المواد الإعلامية وخصوصاً المرئية على مواقع الانترنت حيث يمثل اليوتيوب حوالي 75% ورغم ذلك لا يشار إلى مصدرها، معتبرة أن الإعلام الجديد هو مفهوم تم تداوله ولكن قبل أن يتم تعريفه بالصورة المطلوبة مما جعل التعامل معه يتم بشكل غير واضح المعالم.
سعد الشهري، أثار نقطة حول مصداقية ومحتوى الإعلام التقليدي، وطرح على سبيل المثال خبر وفاة الفنان السوري خالد تاجا مؤخراً والتي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي ونفتها مواقع أخرى، ولم يصدق الخبر إلا حينما تم بثه من خلال وكالات الأنباء الرسمية.
المذيع ياسر، أكد على هذه النقطة التي اعتبرها مهمة جداً، حيث تتم مراجعة النصوص في الإذاعة على سبيل المثال أكثر من مرة وذلك تفادياً لحدوث أخطاء.
وفي مداخلة للدكتور سعود في محور مصداقية الإعلام التقليدي، قال: أنا أختلف معكم في جانب تمتع الإعلام التقليدي بمصداقية أكثر؛ ففي كارثة جدة الأولى بثت وكالة الأنباء السعودية والتي نعتبرها الرصينة والرزينة تقريراً في ذلك اليوم مفاده أن الناس فرحون ومستبشرون بأمطار جدة وفي المقابل أظهر الإعلام الجديد كارثة جدة للعالم أجمع، وتمت مخاطبة معالي وزير الثقافة والإعلام في حينها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي فرد معاليه مشكوراً في اليوم الثاني على صفحته بالفيس بوك (نعتذر عن هذا الخطأ)، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق مجازاً أن الإعلام القديم أكثر مصداقية من الإعلام الجديد أو العكس.
الدكتورة دينا عرابي تساءلت أثناء الندوة (هل تعتبر الصحافة الإلكترونية إعلاماً جديداً رغم أنها قائمة على الشتم؟)، أجاب الدكتور بانخر بنعم، موضحاً أن الصحافة الإلكترونية تتنوع في محتواها مثلها مثل الصحف الورقية فتجدها تضم فنوناً اتصالية مختلفة وهي وسيلة إعلامية وإعلانية نجد فيها مقالات أصحابها متمسكون بوجهات نظرهم الخاصة، وهذا ينطبق تماماً على الصحف الإلكترونية.
الدكتورة بسنت عبدالمحسن العقباوي، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة الملك عبدالعزيز، رأت بدورها أنه لن يحدث إلغاء لأي وسيلة إعلامية موجودة والدليل على ذلك عند ظهور التلفاز الذي لم يلغ وجود المذياع فهو موجود حتى اليوم ويتمتع بشعبية وإقبال كبير، إلا أنها استدركت بقولها: لن يكون هناك نفي بل هناك اعتماد وجاذبية أكبر في فترات متفاوتة، وذلك بحسب التغيرات التي تطرأ على المجتمع مثل الضغوط الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية المختلفة، كما أن الثقة المطلوبة تلعب دوراً كبيرا في توجيه أفراد المجتمع للتوجه إلى أي الإعلاميين سواء القديم أو الجديد.
واعترفت الدكتورة بسنت أن هناك لبسا في تعريف الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، وفضلت التخصص والمفاهيم الدقيقة وعدم التعميم في إطلاق المسميات وأن يتم تقسيم كل وسيلة لوحدها مثل: الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون والإذاعة بحيث تكون كل وسيلة لديها اسمها الواضح بدون صفة جديد أو قديم حتى لا نقع في إشكالية تداخل المصطلحات؛ لأن المصطلحات تكون قريبة إلى التخصص بعيدة عن الحداثة أو القدم أو مرتبطة بزمن معين.
الدكتور بانخر، بين أن الأفكار والأطروحات كانت قديماً تعتبر جنونية، فقد كان الناس يضحكون على من يريد الطيران مثلاً وكل التقنية التي نعيشها وننعم فيها اليوم كانت نتاج التخيل والتحدي، والمشكلة اليوم أن التقنية تتسارع بشكل كبير فخلال العشر سنوات الماضية انتشر استخدام الإنترنت بشكل فاق استخدام أي تقنية أخرى، وفي أي مجال آخر على الإطلاق حتى الكمبيوتر وهو الآلة التي نستخدمها لتصفح الانترنت أخذ أكثر من 50 عاماً حتى انتشر بشكل واسع في العالم، أما الهواتف والأجهزة الذكية فهي مستقبل التقنية القادم بقوة؛ فخلال عامين فقط صنعت ثورة عارمة لم يسبق لها مثل في التقنيات المتقدمة، والعملية برأيي الشخصي عملية تراكمية، وهنا أتساءل: أين نحن من هذا الركب؟ نحن للأسف مستهلكون.
سعد الشهري، طلب رأي الدكتور أنمار مطاوع في المقولة التي تقول: «الإعلام الجديد لم يغير شيئاً في الصحف.. وإنما الذي تغير هو السلوك الإعلامي فقط!»، فأجاب الدكتور أنمار: هذه المقولة تعيدنا لنفس الفكرة التي تحدث فيها الجميع فعند الرجوع للإعلام الجديد ودمجه مع عالم الاتصال وعلم الكمبيوتر وعلم الاجتماع، لنقول إن الإعلام الجديد يعبر عن وسائل اتصال جماهيرية فأعتقد انه بالإمكان تسميته وسائل جديدة للاتصال الجماهيري، وحقيقة ما نمر به اليوم مررنا به مع بدايات القرن الماضي عندما بدأ التلفزيون المنافسة مع الراديو، وأرى دمج الوسائل القديمة مع الوسائل الجديدة لنخرج بمفهوم جديد وشامل لوسائل الاتصال الجماهيري.
وتابع الدكتور أنمار: أريد هنا أن أتحدث عن مفهوم جديد، المفهوم الجديد هو أن المتلقي هو صانع الخبر أما القنوات الإعلامية فما هي إلا وسيلة إعلامية يمكن تغذيتها بالمستهلكين أنفسهم فهم صناع الخبر، ومن شدة اقتراب الوسائل الإعلامية من الناس اليوم أصبح الفرد يكاد يلاحظها، وهناك مقولة مشهورة بهذه المناسبة وهي: «السمك لا يلاحظ الماء الذي حوله»، وتنتج بذلك شراكة قوية بين الفرد والوسيلة الإعلامية واليوم لا يوجد هناك نظرية توحد في الوسائل الجديدة فالمشاركة والتفاعل كبير سواء مع الأسرة أو الأصدقاء والآخرين من حولنا.
وأضاف الدكتور أنمار، هذا التحول الذي نتحدث عنه ليس متعلقاً بالوسيلة في حد ذاتها مثل الآيباد والهواتف الذكية أو مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك، نحن بودنا مناقشة النظريات الجديدة هل هناك جديد في هذا الجانب أم لا؟، هذه هي علامة الاستفهام الكبيرة التي لابد أن نتحدث عنها والتي لابد أن نواكبها حتى نعرف ما يدور حولنا.
المذيع ياسر، اتفق مع حديث الدكتور أنمار في أن وسائل التواصل الاجتماعي، كما يحب تسميتها أصبحت قريبة جداً من المستخدمين، بفضل ما تتيحه لهم من خيارات متعددة وانتقاء ما يريدون مشاهدته ومعرفته هم بأنفسهم كل حسب فكره وميوله وليس العكس كما كان في غيابهم مثل المواد والأفلام المفروضة على مشاهدي التلفاز.
الدكتور أنمار أضاف نقطة مهمة في محور الحديث وهي ضرورة توفر المهارة في مستخدمي وسائل الاتصال الجماهيري الجديدة، فالراغب في الدخول إلى عالم توتير والفيس بوك فإنه بالتأكيد يحتاج إلى معرفة ومهارة قد لا تكون متوفرة عند الآخرين وهنا نضع علامة استفهام كبيرة على مصطلح اتصال جماهيري فالاتصال الجماهيري المفترض فيه أنه لا يحتاج إلى مهارة.
وحول مدى حاجة مواقع (التواصل الاجتماعي) إلى رقابة رسمية، تحدث الدكتور بانخر بأن هناك حاجة ماسة لوجود الرقابة من ناحية المسئولية الاجتماعية، ولا بد أن يحاسب كل من يدلي بدلوه في الإنترنت، وباعتقادي أن مشكلة الإنترنت تتركز في أن المشاركات فيه انفعالية، ولا يمكن استعادة المشاركات الصادرة مهما اعتذرت أو عملت، وهناك قضية أخرى وهي العمومية، أنا دوماً في نقاش مع ابنتي الصغيرة وأقول لها ما علاقة الآخرين في معرفة ماذا تأكلين اليوم أو إلى أين أنت ذاهبة، وغير ذلك من الأمور الأخرى، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً، ويرى الدكتور بانخر أنه لا يجب أن تكون هناك سلطة حكومية للرقابة وان يتم الاكتفاء بجهة مهنية فقط -على حد تعبيره-!
وأبرز الدكتور بانخر في هذا المحور جانباً مهماً وهو دور المعلنين وانجذابهم إلى مستوى الرقابة والمصداقية للوسيلة الإعلامية، بقولة: أرى أن المعلن اعتاد أن يبتعد عن وسائل التواصل الإعلامي الاجتماعي التي تغيب عنها عين الرقابة ويغلب عليها الإثارة لأنهم يفضلون أن يظهر إعلانهم في وسيلة مرموقة في مساحة معينة وتكون مصداقيتها كبيرة وذلك بالتأكيد سينعكس إيجاباً على الشركة المعلنة».
أما الدكتور سعود كاتب، فقال بإيجاز: بكل بساطة لن يكون بوسعنا إحكام الرقابة على الانترنت ووصد الأبواب أمامه فلم تفلح قبلنا حكومات وأنظمة سابقة وحالية، نحن لسنا بحاجة إلى رقابة.. نحن بحاجة إلى قانون فقط».
المذيع ياسر، أشار إلى أن الرقابة أو القانون لا تكفي وحدها في هذا الجانب وأن هناك مطلبا هو التوعية للمستخدمين، وأن يكون هناك أدب للحوار وأن تكون هناك تنبيهات للمتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي لخطورة ما ينشر ويتداول فيها ولابد للمستخدم أن يعرف حدوده أين؟ وأن يلتزم بأن لا يتعداها وفي نفس الوقت لا بد أن تكون القوانين والضوابط معلومة ومعلنة وواضحة للجميع، مضيفاً أن هناك عددا من الجهات قد أقرت قوانين صارمة لضبط ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي.
الدكتورة دينا، قالت أنها ترى حاجة مواقع التواصل الاجتماعي إلى رقابة رسمية، مبينة أن هذه المواقع أنشئت أصلاً لتكون مواقع اجتماعية متى وكيف أصبحت سياسية ؟ ورأت أن الأهم من خروج واعتماد الأنظمة والقواعد المنظمة لهذا الجانب هو التطبيق الفعلي الإلزامي بمعنى أن تكون الرقابة بمعنى الإلزام والتأكد من تطبيق القواعد المنظمة.
الدكتورة بسنت، رأت أن انعدام الرقابة هي أكبر مشجع لانتشار وزيادة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يوماً بعد يوم، وعندما تخلق الرقابة على مثل هذه المواقع فإننا بذلك نسحب البساط من تحت الإعلام الجديد، كما تؤكد أنها مع ضرورة وجود ضوابط وأخلاقيات وتثقيف المتعاملين ولابد أن يعرفوا حدودهم أين وحجم حرياتهم ومتى يتم تناول موضوع معين ومتى لا يمكن تناوله، مضيفةً أن الإنترنت وما يسمى الإعلام الجديد قد أثر إيجاباً على عودة الرغبة في القراءة والكتابة في المجتمع أكثر من أي وقت مضى وذلك للسهولة التي يوفرها للمستخدمين.
الدكتور أنمار بدوره وافق الجميع على ما طرحوه وناقشوه موضحاً أنه لا يفترض أن تكون هناك رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي في مقابل أن تكون هناك توعية وأنه في حال فرض رقابة على تلك المواقع فمعناه أنني سأبحث عن بديل، ولم يحبذ الدكتور أنمار ظاهرة انتقال مواقع التواصل الاجتماعي لمناقشة المواضيع السياسية، مشيراً إلى أن المجتمع أعطى السياسة أكثر مما يجب، مستدركاً أن بعضاً من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يخلط بين الأخبار العادية والحوادث في المجتمع ويصنفها في الجانب السياسي في حين أن الغرب يفصل بينهما ونجد أن الفارق لديهم واضحاً بين ما تم تحويله إلى موضوع سياسي وما بين المواضيع ذات الاهتمامات الأخرى.
وعن النظرة العربية تجاه الإعلام الجديد: هل هو سلوك أم تغيير للذات، قال الدكتور سعود: باعتقادي أن الإعلام الجديد يوجد به نفس الأخطاء الموجودة تماماً في الشارع، فالعلم أو المعلومة أو الإشاعة أو الكلام الغير لائق موجودة في مواقع التواصل الاجتماعي وهي موجودة أيضاً من حولنا وفي الشارع، وأيضاَ ينطبق ذلك على الأشخاص المتواجدين هنا وهناك ففي الشارع تجد المؤدب والمحترم والمختل وتجدهم أيضاً في العالم الافتراضي عالم الانترنت، هنا أقول أن الإعلام الجديد هو سلوك وقد استطاع تغيير ذاتنا أيضاً.
واعتبر الدكتور سعود أن عدداً من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يعانون من انفصال في الشخصية في الشارع والبيت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي أيضاً، معللاً وجهه نظره بما عايشه مع بعض الأصدقاء والشخصيات التي يعرفها منها من يعتبرها - الدكتور سعود - من أكثر الشخصيات إساءة للمرأة، ولكن يظهر في الإعلام الجديد بمظهر مختلف تماماً عن الواقع ويتحدث بأجمل وأرق العبارات الرومانسية، وهذا يعكس أن لدينه انفصال في الشخصية، وهذه ليست مشكلة المواقع الإلكترونية ولكن مشكلة سلوكنا نحن.
الدكتورة دينا، تعتبر الإعلام الجديد سلوكا أكثر منه تغييراً للذات، معللة ذلك انه حتى في موقع تويتر لا يعرف الكثيرون كيف تدار ثقافة الحوار، وتتحول المشاركات إلى مشاحنات ولا يؤخذ بالرأي الآخر في كثير من الأحيان، وترى أن التغيير سيحدث ولكن ليس الآن.
واتفقت الدكتورة بسنت، مع ما قالته الدكتورة دينا، مؤكدة أنه سلوك، وإذا كان هو تغيير للذات فمعنى ذلك ضرورة إجراء مراجعات للقرارات والآراء والمعرفة الشخصية، إلا في حالة أن يكون المستخدم صادقاً مع نفسه ولم يكن لديه انفصالاً في الشخصية وما يقوله ويعبر عنه هي شخصيته الحقيقية، كما تطرقت إلى نقطة هامة في هذا الجانب وهي المساحة الممنوحة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبرت أن محدودية المساحة قد تؤثر أحياناً في انطباعات وردود أفعال بعض المتابعين والقراء عنها في حال كانت المساحة أكبر.
ويؤكد الدكتور بانخر أن وسائل الاتصال الاجتماعي قد تجاوزت مسألة التوحد الذي كان يتميز به جهاز التلفاز، وان وسائل التواصل الاجتماعي تعاني من مشكلة الاستحواذ وإدمان الجلوس بالساعات الطويلة أمام شاشات الكمبيوتر وقد تجد أسرة بأكملها في المطعم أو في متنزه أو عند الإشارة المرورية منشغلين تماماً بمتابعة مثل هذه المواقع.
وعزا الدكتور بانخر السلوك السلبي للمستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي إلى غياب التدرج والتحول النسبي في عملية التغيير، مبيناً أن أغلب شعوب العالم التي ساهمت في تطوير هذه التكنولوجيا قامت بشكل تدريجي، وانتقلت من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وان المشكلة لدينا أننا نعيش قفزات تقنية كبيرة أدت إلى الفشل والإخفاق في التعامل مع هذه الوسائل ونتج عنها صدمات وردود أفعال من المستخدمين الذين لم يستطيعوا أن يواكبوا هذه التقنية بالشكل الصحيح والسلوك المطلوب.
المذيع ياسر قال في هذا المحور: «الإعلام الجديد برأيي هو سلوك، وله احتمالان لا ثالث لهما، الأول إما أن يرتقي بك، أو يؤدي بك إلى ما لا يحمد عقباه»، ويعتقد أن الإعلام الجديد تنتشر فيه ظاهرة خطيرة وهي النفاق الاجتماعي، كما أن الأشخاص سواء المتواجدين في الإعلام الجديد أو خارجه هم نفس الأشخاص لم يتغيروا ولم ينجح الإعلام الجديد في تغييرهم والصراع لا يزال موجوداً.
وحول هل الإعلام الجديد يعيش في العالم الافتراضي أكثر مما يعيش في العالم الواقعي اليومي، يؤكد الدكتور سعود بصحة هذه العبارة موضحاً أن المواقع الإلكترونية أو المجموعات التي تتواصل مع بعضها من خلال الإعلام الجديد، تويتر على سبيل المثال من الملاحظ انه عند مناقشة موضوع معين مثل قيادة المرأة للسيارة ومع كثرة ما يطرح حول هذا الموضوع ومناقشته المستمرة فإنه يؤدي إلى أن يستحوذ على فكر المستخدم والمتابع له في هذا العالم الافتراضي ويحدث عنه نوع من الإيمان بالطرح بشكل كبير، في حين أنه لو خرج إلى الشارع وهو العالم الخارجي وتم إجراء استفتاءً فسوف يحصل على نسبة قد تصل إلى أكثر من 80% ممن لا يؤيدون قيادة المرأة للسيارة وذلك خلافاً لما يتابعه ويشاهده في العالم الافتراضي الذي يعيشه في الإعلام الجديد الذي لا يمثل الواقع الحقيقي.
الدكتور أنمار، لم يذهب مع ما قاله الدكتور سعود، ويرى أن الإعلام الجديد في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعتبر عالماً افتراضياً بالمطلق كون المستخدم يكون شخصية معروفة وله الخيار في أن يقبل شخص أو يرفضه.
المذيع ياسر، تناول ذلك من جانب الاستفادة من تقنية الإعلام الجديد بعيداً عن كونه عالماً افتراضياً أو حقيقياً والربط بينهما وخصوصاً في مجال عمل الفرد، بما يحقق أهداف وطموحات الشخص ويزيد من تطوره.
الدكتور دينا، تناولت هذا الموضوع من زاوية أخرى وهي السعادة أو التوتر الناتجة عن استخدام الإعلام الجديد، مؤكدة أن الإعلام الجديد هو مزيج بين العالم الافتراضي والحقيقي فهو افتراضي مع مجموعة من الأصدقاء والمتابعين في تويتر مثلا، ولكنه حقيقي في مواقع أخرى مثل الفيس بوك والتي تعرض بعض الأخبار والتقارير والأحداث اليومية، متسائلة: هل هذا العالم سواء الافتراضي أو الحقيقي يجعلنا أكثر سعادة أم أكثر توتراً !!؟؟
الدكتورة بسنت، إن إطلاق مسمى (عالم افتراضي أم واقعي) على الإعلام الجديد يعتمد بشكل كبير على طبيعة ونوعية الاستخدام أولاً، ومدى مساهمة الإعلام الجديد في صناعة ونوعية الأحداث المستقبلية التي يناقشها أم أنها مجرد ناقلة فقط؟
وحول الصفات الشخصية للفرد في شبكات التواصل الاجتماعي (انفلات أم حرية رأي) قالت الدكتورة بسنت: بعض المستخدمين للإعلام الجديد لديهم تهور واندفاع كبير، مشيرة إلى أنها قد شاركت في دراسة ميدانية مؤخراً على الشباب في مدينة جدة ومدى وجود رابط بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وبين أنماط فئة الشباب ونوعية استخداماتهم، فظهر أن هناك شباب بطبيعتهم منفتحين وبينهم متسرعين والبعض الآخر مبادرين، كما انه يوجد شريحة كبيرة لا توجد لديهم خططاً أو حسابات مسبقة، وعدد منهم أيضاَ يؤمن بمقولة (خالف تعرف) وان الشهرة لا تتحقق إلا بالإتيان بموضوع غريب أو غير شائع أو مرفوض في المجتمع، ولكن هناك مجموعة منهم يعرفون حدود حرياتهم ولا يتجاوزنها.
الدكتورة دينا: في الحقيقة أود أن أشير هنا إلى أهمية تفعيل المشاهدة الواعية للإعلام الجديد، وذلك برأيي يعتمد على التربية في المقام الأول، ولا بد أن يكون هناك تكاتف من جميع وسائل الإعلام سواءاً التقليدي أو الجديد في هذا الجانب، وان نحد قدر المستطاع من تحول المستخدمين لهذه التقنية إلى مرحلة الإدمان لوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك يأتي كما أسلفت بالمشاهدة الواعية حيث أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال فرض رقابة دائمة على الأبناء.
المذيع ياسر، وافق من جانبه على ما طرحته الدكتورة دينا، ويعتقد أن البداية لا بد أن تكون من الأسرة، إلا انه يرى أن نبدأ بتوعية الآباء قبل الأبناء من خلال الإعلام التقليدي الذي لا يزالون يتابعونه ويطالعونه حتى الآن، ومن ثم تعريف الأبناء بالمحاذير والتنبيهات المطلوبة، وزاد: إن المجتمع بطبيعة الحال لا يحتاج إلى انفلات ولكنه يحتاج إلى حرية رأي متزنة مع وجود خطوط حمراء فاصلة بين الحالتين.
الدكتور بانخر، خلال مداخلته لفت إلى أن أغلب المشاهدات والممارسات التي تلاحظ حالياً تتجه نحو الانفلات أكثر منها حرية رأي إلا مع بعض الشخصيات المعروفة أما الشخصيات الوهمية فهي تميل إلى الانفلات بشكل كبير سواء في الأسلوب أو الطريقة وغيرها، وأضاف: إن المجتمع العربي لا زال يخوض غمار التجربة، وان دولاً كثيرة تعاني من هذا الموضوع رغم وجود ضوابط مهنية وأخلاقية لهذا الجانب الذي لم يصل حتى الآن إلى وعي كاف للتعامل رغم ما يحمله من إيجابيات وفوائد كبيرة لمسناها جميعاً في تغطية أحداث سيول جدة الأخيرة.
ويرى الدكتور سعود، أن سقف الحريات في الإعلام الجديد عالي جداً وأن هذه الحريات غير المسبوقة قد ألقت بظلالها على الإعلام القديم فما نشاهده اليوم من وجود بعض الحرية في الإعلام التقليدي لم تأت من فراغ بل كان لزماً على الإعلام التقليدي أن يتجاوب ويتفاعل مع سقف حرية الإعلام الجديد، أما مسألة الانفلات الأخلاقي فهنا أقول: إننا نجد في الإعلام الجديد كل شيء من الانحراف الأخلاقي إلى التشدد والتطرف الديني أيضاً.
واختتم هذا الموضوع بمداخلة من الدكتور أنمار بأن طالب بأن يكون هناك ميثاق شرف وتوعية للمتعاملين مع الإعلام الجديد، كما انه يؤيد عدم وجود حد لحرية الرأي، وأن العالم الافتراضي يكون فيه التفكير بصوت مرتفع فإن حدث انفلات داخل الذهن وتم التعبير عنه بواسطة الإعلام الجديد فهذا يعتبر حرية رأي وليس انفلاتا، ولا بد أن يترك الفرد ليقول ما شاء.
***
شارك في الندوة كل من:
- د. أنمار مطاوع رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز
- د. عبدالله بانخر أستاذ وسائل الإعلام المساعد
- د. سعود كاتب نائب المشرف العام للإعلام الإلكتروني
- د. دينا عرابي أستاذ مساعد بقسم الإعلام
- د. بسنت العقباوي أستاذ مساعد بقسم الإعلام
- أ. ياسر السقاف مقدم برامج إذاعة مكس أف أم