|
الجزيرة - المحليات:
أكدت دراسة دكتوراه متخصصة وجود أزمة تتربص بالجامعات السعودية.. 67% منها سبق حدوثها.. ووفقاً للباحث الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الربيعة فإن هذه الدراسة أُجريت من أجل تحقيق منظومة من الأهداف الأساسية وهي: التعرُّف على الأزمات التي واجهتها الجامعات السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية، والطرائق التي اُتبعت في مواجهة تلك الأزمات، كما شملت الأهداف التعرُّف إلى التجارب العالمية في مجال إدارة الأزمات بمؤسسات التعليم العالي، والتعرُّف إلى الأزمات المحتملة الوقوع في الجامعات السعودية من وجهة نظر أفراد الدراسة، ودرجة توافر المقوّمات اللازمة لإدارة الأزمات، والفروق إنْ وُجدت في استجابات أفراد الدراسة التي تعزا إلى المتغيّرات التالية: النوع، والجامعة، والوظيفة، وسنوات الخدمة، والندوات، والدورات التدريبية، وتمثّل الهدف الرئيس في تقديم تصوُّر مقترح يعزّز من قدرة الجامعات السعودية في إدارة الأزمات. واستخدمت الدراسة مزيجاً من المناهج الكمية والكيفية: تمثّل المنهج الكمّي في المنهج الوصفي المسحي، بينما تمثل المنهج الكيفي في المنهج النظري المكتبي، وتم اختيار عينة عشوائية طبقية بلغ حجمها 737 فرداً من أعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين في الجامعات السعودية الثلاث: (جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبد العزيز). ووظّفت الدراسة أدوات ثلاث، هي: استمارة جمع البيانات (Data Collection Tool)، بينما تمثّلت الأداة الثانية في الاستبانة (Questionnaire) التي تكوّنت من البيانات الأولية، و80 فقرة توزّعت على محاور أربعة، وكانت مجموعة التركيز (Focus Group) هي الأداة الثالثة التي استخدمتها الدراسة، ومن خلالها تم عقد اجتماع لمجموعة من الخبراء والمهتمين بمجال إدارة الأزمات؛ وذلك لمناقشة ما خلصت إليه الدراسة من نتائج، واستعراض التصوُّر المقترح تمهيداً لتطويره بما يكفل تعزيز قدرة الجامعات السعودية على الوقاية من الأزمات، ورفع كفاءة معالجتها حال حدوثها. واستخدمت الدراسة عدة أساليب إحصائية؛ هي: التكرارات، والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، والنسب المئوية، ومعامل ارتباط بيرسون، واختبار للعينات المستقلة، واختبار تحليل التباين الأحادي، واختبار توكي - كراميرز.
ومن أبرز النتائج التي توصّلت إليها الدراسة:
1 - إنّ الجامعات السعودية الثلاث محل الدراسة قد واجهت 34 أزمة خلال المدة من سنة 1410 إلى سنة 1430هـ
2 - صنّفت الدراسة الأزمات في مجالات سبعة، استأثر المجال البشري بأكبر عدد من الأزمات 8 أزمات بنسبة بلغت 23.5%، يليه المجالات الآتية: (الطاقة والتقنية)، و(الأمن والسلامة)، و(المالي والإداري) 5 أزمات لكلٍّ منهما بنسبة 14.7%، وفي المرتبة الثالثة ظهر مجالا (الطلاب، والمباني) بأربع أزمات في كل مجال وبنسبة بلغت 11.8%، وفي المرتبة الأخيرة ظهر مجال الأزمات الأخرى بثلاث أزمات تشكّل ما نسبته 8.8%.
3 - ظهور 20 أزمة من الأزمات الأربع والثلاثين في كل الجامعات الثلاث، وهذا يشير إلى وجود قدر من التشابه بين الجامعات الثلاث يصل إلى 60% تقريباً.
4 - إنّ جميع الأزمات التي وقعت في الجامعات السعودية الثلاث هي أزمات قد سبق حدوثها ظهور المؤشرات والنذر، حيث ظهرت في مجالات (الطلاب، والبشري، والمباني، والمجالات الأخرى) بشكل جلي بنسبة 100%، وظهرت في المجالات الأخرى بنسب متفاوتة.
5 - إنّ الاحتياطات الوقائية لم تكن فاعلة بدرجة عالية في جميع الأزمات التي مرت بها الجامعات السعودية الثلاث، باستثناء أزمة واحدة هي «انقطاع التيار الكهربائي عن الجامعة».
6 - إن معالجة الأزمات كانت تتسم بالكفاءة بدرجة متوسطة في مجالات ثلاثة هي (المباني، والأمن والسلامة، والمالي والإداري)، بينما اتسمت المعالجة في بقية المجالات بأنها منخفضة.
7 - بيّنت النتائج أنّ هناك 23 أزمة يتوقّع أفراد الدراسة حدوثها مرة أخرى بدرجة متوسطة، وتشكل ما نسبته 67.5% من إجمالي الأزمات التي سبق أن حدثت، بينما هناك 8 أزمات يُتوقع حدوثها بدرجة منخفضة، وتشكّل ما نسبته 23.5% من إجمالي الأزمات، وثلاث أزمات من المتوقع حدوثها بدرجة عالية، وهي تشكّل ما نسبته 9% من إجمالي الأزمات.
8 - إنّ درجة توافر جميع عناصر المقومات البشرية تعدّ منخفضة سواء من الناحية الكمية أم النوعية أم التخصصية.
9 - إنّ خمسة من عناصر المقوّمات المادية تتوافر بدرجة متوسطة، بينما كان تقدير توافر العناصر الستة الأخرى منخفضاً من وجهة نظر أفراد الدراسة.
10 - إنّ جميع عناصر المقوّمات التنظيمية غير متوافرة بالقدر المطلوب، إذ يرى أفراد الدراسة أنّ درجة توافرها تُعد منخفضة.
وفي ضوء النتائج قدمت الدراسة تصوُّراً لتعزيز قدرة الجامعات السعودية على الوقاية من الأزمات، ورفع كفاءة معالجتها حال حدوثها، ويتكوّن التصوُّر المقترح من عناصر ثلاثة، هي: المنطلقات والأسس 4، والأهداف 6، والآليات 36 موزعة على مجالات ستة.