نسمع عن فلان من الأدباء والمثقفين والعلماء بأنه مميّز ومبدع، وفي الوقت نفسه نجد أنّ هذا المشهور بعلم وإبداع مختبئ عن الأنظار متوارٍ عن الناس.
من بهذه الصفة يصفه زميلنا الأستاذ محمد بن عبد الله آل رشيد بأنه قد يكون جاهلاً يلبس لباس العلماء والمثقفين وليس منهم، فلو كان هذا الشخص يحمل علماً كما هو مشهور عنه لرأيناه يأخذ مكانه ومكانته في المجتمع ويؤدي رسالته الثقافية والعلمية من خلال ما يختزنه من المعلومات، وبخاصة ما له اتصال مباشر بالناس ويتفاعل معهم فيه.
وفي تقديري أنّ صديقنا وأستاذنا الرشيد لم يبعد عن الصواب فنحن نقرأ عن أناس أو نسمع عنهم، وحينما نراهم نجد أنهم يختلفون تماماً عن ما كتب أو قيل عنهم.
هذه الشريحة من الناس التي استفادت من عمل فردي لها أو حديث فلان عنها، ثم ابتعدت عن الأضواء وخدمة الناس تحت مسمّى العزلة، هي في حقيقة الأمر مكشوفة لدى من يميّز العالم من مدّعي العلم والمثقف من مدّعي الثقافة.
المحك الحقيقي والمقياس الدقيق لمعرفة مدى ما يتمتع به العالم أو المثقف أو الباحث هو اتصاله بالجمهور وتفاعله معهم، وأما إذا كان تواصله مع المجتمع فهو من خلال وسائط هو من يحددها سلفا فهذا لا يعد مقياساً لمعرفة علمه.
xdxdxdxd99@gmail.comفاكس 2333738