رائع أن يتولى منابر الشعر من يدركون ماذا يجب أن يُقدم للمتلقي، و يتمتعون بحس إعلامي متميز يمكنهم من القدرة على الطرح الرائع والأفكار الرائدة، والتمكن الواعي من المواءمة المحببة بين ما يريده المتلقي وما يرون هم أنه الأصح دون التعالي على فهم الإنسان البسيط أو النزول إلى مستوى السطحية في الطرح، الفرز الحقيقي بين ما هو شعر يستحق أن يّكرس ويُرعى ويُشجع بإحدى حالتين أما أن يكونوا شعراء حقيقيين أو على درجة عالية من التذوق والحس النقدي والفني الذي يضيف إلى جمال المطروح لمسة من الجمال تجعل من المنبر الذي يشرفون عليه واحة من الجمال.
ولأن من يتمتعون بكل تلك المواصفات عملة نادرة فلا غرابة أن يتراجع مستوى الأدب شكلا ومضمونا بسبب تقديم ما لا يهم على ما يهم وجعل المجاملة الجائرة على الذوق في المقدمة إلى جانب المصالح والأهداف المتعددة التي ليس من بينها خدمة الأدب تحت وطأة الجهل أن متلقي الإعلام بشكل عام وعلى كافة المستويات لم يعد ذلك الذي يثق بما يُقدم له دون التحليل والفحص قبل أن يعطى لهذا المنبر أو ذاك أثمن ما يملكه (وقته)مع تعدد إمكاناته بالتحول إلى مكان آخر يجد فيه المتعة والفائدة.
وقفة
لـ(محمد الجواهري):
قد سئِمت الشعرَ مافيه سِوى معنى كِذابِ
كلَّ يوم شاعرٌ كالبوم ينعَى في خراب
وقوافٍ لا يَلجنَ السمعَ إلا باغتصاب
لهجةُ الصدق بها مثلُ بياضٍ في غُراب
أنا يا شعر وإياك سواءٌ في العذاب
أنا مما بكَ أبكيكَ وتَبكيني لِما بي
fm3456@hotmail.com