مرة بعد أخرى أفكِّر جدياً بترك الصحافة الرياضية.. أحياناً أقول ستتعدل الأمور، وهناك بوادر لذلك.. وأحياناً أخرى تصعقني مواقف تكشف لي أن المستحيل أقرب من أن تتعدل الأمور..!!
أتكلم عن نفسي هنا؛ لأني أحترم قرائي، ومن حقهم معرفة ما يدور بفكري، وأيضا مشاركتهم همومي.. أنا مصاب بالإحباط كثيراً؛ فكما أشاهد همة عالية في تغيير الأنظمة والاتجاه لمرحلة جديدة أعرف تماماً أيضا مقدار الحروب الخفية التي ربما تهوي بالكرة السعودية لقاع المحيط الكروي، على اعتبار أن معركة التغيير تعاني تمرد بعض جنودها وتقديمهم ذواتهم على حساب مخرجات تلك المعركة..!!
جيل قديم يحاول التمسك بكل شيء.. جيل آخر لم يعتد القيادة وصنع القرار يبقى متوجساً خائفاً رغم أن قراره بيده.. بين ذا وذاك توكل صياغة استخراج هدف المعركة لجندي خبرته في الرياضة لا تتعدى أنه شخص ناقم على المجتمع الرياضي، بل سمعته ينتقص من هذا المجتمع بأذني، والآن هو يتخبص يميناً وشمالاً لإحراق مرحلتنا القادمة بعد أن تفنن بإحراق ثقافتنا النظامية والقانونية، واسألوا لجنة الاستئناف وخطابات الفيفا المبهمة والهروب من التحكيم في قضية الوحدة!!!
الضياع والإحباط ليسا مرهونَيْن بمَنْ احتل السطور السابقة بل حتى دينمو اتحاد الكرة، وأقصد الأمانة العامة لم تحترم العقول ولا المتلقي وهي تتبجح بنشر بيان تحاول من خلاله التملص من فضيحة عدم استقبال وفد الخطوط السعودية الكبير..!!
يقول عبد الله السهلي الذي لا أعرف حتى اللحظة كيف خطف منصب عضو باللجنة الاستراتيجية بالفيفا إن وفد الخطوط تأخر عن موعده، وقد انشغل المصيبيح (رئيس المسابقات) بموعد آخر وتركهم!!
طبعاً أعرف تماماً أن الوفد لم يتأخر، وحتى لو تأخر فهناك اختراع اسمه تليفون، والمفجع أن السهلي - وهو بالمناسبة رجل خلوق - أخرج نفسه كواجهة لاتحاد الكرة؛ ليرميها على المصيبيح، فأين هو من استقبال الوفد الذي جاء ليرسم علاجاً يفيد كل الأندية السعودية؟ ولماذا هرب عن ملاقاتهم..!!؟؟
أنا أعرف الجواب.. ليس لديه شيء يستطيع عمله؛ فهو موقن تماماً بأنه مكلف، وفي أي لحظة من الممكن أن يرحل؛ لذلك لا يهتم، والمصيبة أن هذا الفعل يصدر من عضو لجنة استرتيجية بالفيفا..!!
هذا ما يجعلني أُصاب بالإحباط الشديد ناهيك عن الاستهتار بالمشاريع الرياضية وعدم تنفيذها وإحراق البرامج الشبابية ودفنها..!!
لن تقوم للرياضة السعودية قائمة سوى بإرادة حكومية قوية تصفع العمل الفوضوي، وتنهي مرحلة الاقطاعيات للأبد، وتضع سياسة واضحة لكل فرد يعمل بالمؤسسة الرياضية؛ فالرياضة ليست كرة تركل بل ثقافة وحس وتفريغ مواهب وطاقات..!!
لقد كان للإعلام الرياضي فضلاً عليّ وعلى كثير من زملائي.. عرفنا وجوهاً مشرفة.. تدربنا، وتعلمنا، وقدمنا كل ما نستطيع تقديمه.. ليس من الواقعي أن يسبقنا العالم وأولئك ما زالوا يتطاحنون أيهم يفصل المرحلة القادمة على مقاسه.. أليس ذلك قمة الإحباط؟؟
نريد أن ننعم بالهدوء فقط.. قضايانا تافهة ومبهمة وغريبة وعجيبة.. فقط نريد أن نكون «زي الناس»..!!
قبل الطبع:
لا تكشف له سر دمعتك.. حتماً سيعرف كيف يبكيك..!!
msultan444@hotmail.comhttps:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر