|
كتب - علي العبد الله:
الفنان محمد المشعل فنان سعودي يخطو خطوته الأولى في الساحة الفنية، ويمتلك الصوت الأبرز الذي باستطاعتك المراهنة عليه في أي وقت تشاء، لكن هذا كله ليس محل حديثنا اليوم رغم أحقيته بذلك، ونتحدث عنه اليوم وكل يوم كواحد من أبرز الذين وقفوا إلى جانب الملحن الكبير صالح الشهري (رحمه الله).
محمد المشعل كان مع الراحل منذ أول يوم وطئت قدمه المستشفى وحتى لفظ أنفاسه الأخيرة (رحمه الله)، فكان له الأخ الصغير والابن البار، في وقت تناقص عدد الذين عاش معهم صالح الشهري (رحمه الله) سنوات طويلة في كل مراحل حياتهم الفنية والشخصية.
فنانون كبار (وكبار جداً) لم تطأ أقدامهم المستشفى، ولم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنه، وبعضهم اختصر عشرين عاماً وتزيد في زيارة واحدة، وأيضاً هذا الأمر ليس محل حديثنا لأننا سنتجاوزهم كما تجاوزهم التاريخ.
محمد المشعل جسَّد الوفاء بكافة تفاصيله دونما يبحث عن خبر هنا أو صورة هناك لكنه حقيقة الأمر، فعلَ ذلك حباً في (والده) صالح الشهري الذي رحل بجسده، لكن سيرته لم ولن تتوقف حتى يأذن الله.
الجميع أثنى على محمد المشعل في وقفته، لكنه يتأفف وينزعج كثيراً حين يشكره أحد على ذلك مُعلّقاً: أيُشكر الابن في برِّه لأبيه؟
نحن بحاجة إلى فنان حقيقي يؤمن بالوفاء تجاه الآخرين، وبحاجة إلى فنان يمتلك إحساساً بمن حوله، ونحتاج كثيراً لفنان لا يجعل الآخرين (مرحلة) تطويها الأيام كما يُطوى الورق، نحتاج لأكثر من محمد المشعل الذي قدم بوفائه ما لم يقدمه كثير من كبار الفنانين، فأصبح قدوة لهم بدل أن يكون العكس.