رشفات من الشاي الساخن.. منحتني استدراكاً مع سطور كوثر الأربش في العدد 14431، إذ أيقظت كلماتها مشاعر رجل تلفعت ملامحه بسموم نجد.. ومهيئاً محبرته الساكنة في غفوتها لأجل تلك الأنثى زوجة كانت أو بنتاً أو شقيقة.
فهي الوطن الذي يزداد له عشقي.. وهي الملاذ الآمن الذي تسكن إليه نفسي.. وأدرك أنها المكان الذي أقاوم فيه سطوة العزلة..
وهي التي أرى فيها النهار متحرراً من قيود الرتابة.. وأعرف أن مصابيح حضورها تضيء لنا مسالك العتمة.
وها هن حظين بمساحة كبيرة من التأييد في مواقع العمل فتخطت بفعل هذا حواجز الخجل..
وأدرك أيضاً أنها شريكة (الرجل) في بناء الأسرة ولم ينتبه شعور سلبي بأن مسؤليته عنها تعني (الوصاية القسرية) أو طمس طموحها النبيل، عدا بعض ممن استلهموا إرثاً تقليدياً بأن المرأة للبيت فقط!! وأرجو ألا يكون لهم صيت في مجتمعنا.
إن حضور المرأة الفاعل في المؤسسات التربوية والاجتماعية والطبية لم يكن وليد الصدفة.. بل هو الايمان الراسخ لدى الرجل بأن المرأة ليست رديفة العجز والضعف وإنما وقود النجاح..
وكل ما نرى من إشراقات لم يكن أمراً مستحدثاً فموروثنا الديني حافل على مدى حقبات أزمنته المجيدة بأن المرأة كان لوجودها صدى كبير في تصدرها للفتوى.. والفقه.. والأعمال الإنسانية.
إن رؤية الرجل المنصف (للمرأة) توارت عن أطروحة أن المرأة تحت جناحه..وهيمنته.. وعرف أيضاً أن استقلاليتها وتحقيق ذاتها لا يمكن تفسيره بمفردها وطغيان وجودها.. فهي في نظره القيادية..والمسؤولة في عملها.. وإدارتها.. والطبيبة في عيادتها.. ومع هذا.. فهي الزوجة بدفء قلبها.. والأم بمشاعرها الرؤية في منزلها.. وبين زوجها.. وأولادها.
سعد بن محمد العليان - عنيزة