|
فقط بخمسة آلاف عربة نقل ترددي (مترو باص) يمكن - بإذن الله - نقل أكثر من ستة ملايين حاج بين المشاعر في أقل من ست ساعات إذا توافرت أربعة عناصر رئيسية لهذا المشروع، بما يحقق إنجازاً نعجب كيف كنا عنه غافلين.
العنصر الرئيسي الأول: تصميم مواقف الباصات دخولاً وخروجاً وأرصفة ذات سعة عالية للركوب، يتوافر فيها أنفاق مرتبطة بطرق المشاة بما يضمن بشكل قاطع عدم وجود مشاة في طرق الحافلات، مع أهمية إنشاء عدد مناسب من المواقف يتحقق بها الكفاءة العالية في النقل.
العنصر الثاني: في تصميم المركبة التي يجب أن تكون على هيئة عربة القطار (مترو باص) مفصلية ثنائية وثلاثية تستوعب أكثر من 200 راكب، وبأبواب فتح أوتوماتيكية، وارتفاع يسير عن مستوى الطريق.
العنصر الثالث: في تهيئة الطرق الترددية وزيادة المسارات ذهاباً وإياباً مما يحقق الانسيابية الكافية للباصات دون أي توقف.
العنصر الرابع: المهارة في إدارة حركة الحافلات وتفويج المشاة بما يحقق أعلى كفاءة للنقل.
وبتوافر هذه العناصر الأربعة بشكل متكامل سنكون قادرين - بمشيئة الله - على نقل أكثر من مليون حاج من المشاعر المقدسة في أقل من ساعة، ونقل ستة ملايين حاج في أقل من ست ساعات.
ولتوضيح كيفية الوصول إلى مثل هذه الأرقام فإنه في حالة تصميم 18 موقفاً على ستة طرق، يستوعب كل موقف 72 باصاً على ستة مسارات؛ فسيكون إجمالي استيعاب المواقف للرد الواحد قرابة 1300 باص، تحمل ما يزيد على 260,000 راكب، فإذا تم توفير أربع مجموعات متلاحقة (5200 باص)، تنهي دورتها الترددية بالكامل في أقل من ساعة، فسيكون لدينا قدرة على نقل أكثر من مليون حاج في الساعة الواحدة.
وبهذا يمكننا توفير أكثر من سبعين مليار ريال لميزانية الدولة (تكلفة خطوط القطارات لنقل ستة ملايين حاج) واستبدال مشروع استثماري مُجْدٍ بها، يمكن تنفيذه بأقل من ستة مليارات ريال، ولا يحتاج إلى تكاليف عالية للصيانة والتشغيل، وليس مهدداً بمخاطر التوقف في أوقات الذروة مع إمكانية الاستفادة اللاحقة من الباصات في مواقع مختلفة بعد موسم الحج في الطرق الداخلية لمكة المكرمة والمدينة المنورة ونقل تجمعات المصلين من المنطقة المركزية للحرم المكي والمدني إلى مواقف خارجية.
كما يمكننا تنفيذ هذا المشروع في مدة قياسية، وعلى مراحل متعددة بحسب الحاجة.
آمل أن يساهم هذا المقترح في إحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدَّمة لضيوف الرحمن، الذين تتشرف حكومة المملكة - وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله - بتقديم واجب الضيافة لهم. والله الموفق لكل خير.