** لا يزال بعض الجهات تنقصها الخبرة والحكمة أحياناً في التعامل الإعلامي مع الأزمات التي تحدث لديها ، خصوصاً تلك الجهات الخدمية التي لها علاقة مباشرة بالجمهور العام ، وغالباً ما يكون التعامل سلبياً يزيد من الاستياء ، الناس لم تعد تتقبل تبرير أي تقصير ، واحترام عقول الناس يكون من خلال الرسالة الإعلامية الشفافة والبعيدة عن الضبابية ، وتقديم الحقائق وحده كفيل بأن يتفهم الناس حقيقة ما يحدث.
** المؤسسة العامة للسكك الحديدية ، حينما بدأت أزمة تعطُّل القطارات الجديدة الأسبوع الماضي ، وفي ثاني أيام الأزمة وعنفوان استياء الناس مما حصل وإخراج القطارات الجديدة من الخدمة ، خرج علينا الناطق الإعلامي لمؤسسة السكك الحديدية محمد أبو زيد ليتحدث في بيان صحفي طويل لصحيفة الشرق يختمه بقوله: «إن القطارات الجديدة تتمتع بالفخامة والسرعة، حيث اختصرت الوقت من خمس ساعات إلى ثلاث ساعات، وهذا يدل على مدى حرص المؤسسة على مواكبة تطلعات المسافرين والحصول على رضائهم» ، فهل هذا منطقي من حيث التوقيت؟ هل يُعقل أن هذا تصريح مسئول في ظل الأزمة؟ وكأن المؤسسة تريد أن تقول لدينا قطارات فخمة وعلينا أن نتقبل عطلها وأن نبقى على رصيف الانتظار!!
** نعرف أن هذه القطارات مثلها مثل أي وسيلة أخرى معرضة للعطل ، ولكن المؤسسة عملت منها في بداية التشغيل كأنها أفضل قطارات العالم ، وجعلت منها مشروعاً خُرافياً ، بينما هو في الواقع عادي جداً من حيث الخدمة ، وقد تكون الـ 612 مليوناً التي أُنفقت على شراء هذا النوع من القطارات يمكن أن تأتي بأفضل منها لو تمت الاستعانة بخبرات بعض الدول ، وإن كان مسئولي المؤسسة كالوا المديح للشركة المصنعة ، إلا أن العبرة بالنتائج ، حتى إن كانت شركة عالمية ، فماذا نستفيد من عالميتها إذا كانت قطاراتها تتعطل في وسط الصحراء ويختنق الركاب من الحر؟.
** الغريب أن المؤسسة اعترفت بتكرار الأعطال منذ بداية التشغيل وحاولت إخفاء ذلك ولم تُقدم أي اعتذار علني ، ولكنها اضطرت لإعلان إيقاف القطارات لأن «الشق بات أكبر من الرقعة».