ليس غريباً على الغرب أن يكون متخاذلاً مع الموقف السوري ولاسيما المقاومة التي أتت ضمن الربيع العربي الذي يسعى من تحرير العباد من الظلم والطغيان والاستبداد الذي تقوم به بعض الأنظمة في الوطن العربي، فالدول الكبرى تبحث عن مصالحها والديمقراطية التي تدعيها إنما تتعامل بها مع شعوبها، أما الشعوب الأخرى فهي تقع وفق مصالحها التي هي مقدمة فوق كل اعتبار فالقضية الفلسطينية هذه القضية التي يجمع الغرب على عدالتها ووافق على معظم القرارات الصادرة من الأمم المتحدة حولها لم يتعامل معها على أرض الواقع وترجمتها إلى تطبيق عملي ويكيل بمكيالين تجاهها نتيجة للضغوط التي يتعرض لها من ربيبته إسرائيل التي هي فوق القانون، ويجهض أي قرار يصدر من مجلس الأمن بشأن إدانتها حتى ملف إسرائيل النووي لم يثروهي تملك السلاح النووي في مراحله المتقدمة، أيضاً ميثاق الأمم المتحدة هذا الميثاق القائم على الظلم والاستكبار ولا يخضع لأي اعتبارات قانونية وإنسانية ولا حتى إجماع عالمي، فتناقض غريب القرارات التي تصدر بثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة هي حبيسة الأرفف وليس لها أية قيمة على أرض الواقع سوى قيمتها المعنوية، ومع ذلك لا تنفذ، أما القرارات التي تصدر من مجلس الأمن ومن أعضائه الخمسة عشر بإمكان نقضها وتوقيفها مجرد استخدام حق النقد الفيتو من دولة واحدة من أعضائه الدائمة العضوية حتى وإن كانت مشاريع القرارات المقترحة على أعضائه تحمل العدل ورفع الظلم وهنا يتساءل المرء أين الديمقراطية التي يتكلمون عنها؟ وهيئة الأمم المتحدة لم تطبق فيها أبسط أنواع الديمقراطية وأكبر مثال على ذلك الموقف الأخير للصين وروسيا التي وقفت بكل قوة في عدم إصدار أي قرار يدين النظام السوري الذي يقتل شعبه بيده علماً بأن هذا القرار ليس له أي قيمة سوى المعنوية فقط فلهذا لا يعلق آمال على أي قرار يصدر من الأمم المتحدة طالما ميثاق الأمم المتحدة توجد فيه الكثير من بنوده التي ترسخ الظلم والتهميش والهيمنة على شعوب العالم من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية التي تتحكم في قرارات الأمم المتحدة، فالدول الغربية التي تحتفظ ثلاث من دولها العضوية في مجلس الأمن دائماً تجهض أي قرار لا يصب في مصالحها، أما إذا كان يتفق مع مصالحها فهي لا تنتظر حتى القرارات التي تصدر من مجلس الأمن فتجدها تتحرك بقوة وتستنفر جميع ما تملك من قوة عسكرية وبلوجستية، فالمواقف كثيرة لا تعدلا تحصى فنظرة على المشكلة الفلسطينية بدءاً من حرب 49، 67، 73 كذلك التدخل في الصومال والبوسنة والهرسك والتدخل في العراق وأفغانستان وإسقاط النظام الليبي لم تنتظر قرارا من مجلس الأمن، وهنا يتساءل المرء إذا كانت المصالح هي مقدمة فوق كل اعتبار هل المصالح التي تحصل عليها من إسرائيل تعادل ما تحصل عليه من الدول الأخرى ولاسيما الدول العربية، لا أعتقد ذلك ولكن المصالح وحب المغالطات التي تعودنا عليها من الدول الكبرى هي السبب في النكبات التي حصلت وتحصل في العالم سواء بطريق مباشر أو غير مباشر الذي يؤكد صحة هذا التخاذل في مواقف الدول الكبرى منذ تأسيس هيئة الأمم المتحدة حتى وقتنا الحاضر.