إذا لم تفكر في (الانتحار) سابقاً فهذا المقال لا يعنيك.. دعنا وشأننا وأكمل حياتك فاسحاً المجال لمن يهمه الأمر للقراءة..!.
أهلاً وسهلاً بك عزيزي المنتحر.. و(جمعه مباركه)، ما رأيك أن ندردش قليلاً (حول الموضوع) ؟!
أعدك أننا لن نتحدث عن حكم الانتحار في الإسلام فمن المؤكد أنك تعرفه، ولن نعرج على تلك الأسباب النفسية والاجتماعية التي يقولها المتخصصون عادة فلا بد أنك قد سمعت بها، ولكن أقترح أن نبدأ من اليابان حيث كشفت وكالة (كيودو اليابانية) يوم أمس عن دراسة تقول أن واحداً من بين كل 4 يابانيين فكر جدياً بالانتحار.. أوب والله نسبة كبيره.!.
يعني (ربع اليابانيين) فكروا بالانتحار خصوصاً من الشباب اللي ما وجدوا عملا .. ولكن المفاجأة أنهم لم ينتحروا.. فهم اليوم أحياء مبسوطين، يعيشون بين أسرهم، والسبب أنهم حوّلوا اهتماماتهم نحو الهوايات والرياضة وأخذوا فترة استراحة حتى وجدوا وظائف مناسبة وانخرطوا فيها..!.
تعال (لكوريا الجنوبية) أمس أيضاً قالت وكالة (يونهاب) عن منظمة الإحصاءات أن الانتحار هو السبب الرئيسي للوفيات بين الطلاب في كوريا، والسبب هو التنافس على التعليم.. عجيب ناس (بتموت) عشان آخرين تفوقوا عليهم في الدراسة.. عمرك شفت شيء أغبى من هذا السبب..!.
قرار (الانتحار) من وجهة نظري (قرار غبي) عارف ليش..؟!.
لأنه لا يوجد في العالم (منتحر) حقق لنفسه ما يريد بعد الانتحار .. من انتحر بسبب الجوع.. لن يشبع أبداً، ومن انتحر بسبب الحب.. لن يحب أو يُحب إطلاقاً، ومن انتحر بسبب الضائقة الاقتصادية.. بحث عن المال بالطريقة الخطأ... ومن انتحر بسبب مرض نفسي.. فهذا مختل عقلياً.. وماذا بعد ؟!.
كلهم ماتوا بدون فائدة.. دون أن يحققوا أحلامهم..!.
الموت هو النهاية الخاطئة لمن طلبه.. ولكن بالمقابل هناك من تعرض للجوع ولكنه صبر واختار الطريق الصحيح وهو اليوم يعيش في سعادة، وهناك من ضاقت عليه بسبب الحب أو الفقر أو أي سبب آخر وتجاوز هذه المحنة ليصبح اليوم إنساناً سوياً سعيداً في حياته.. عندما يتذكر تلك اللحظات التي فكر فيها بالانتحار.. يضحك ويقول (الحمد لله أنني لست غبياً ولازلت اليوم أعيش في هذه الحياة)..!.
الحياة حلوه.. وجميع السعداء فيها والناجحين مروا بما تمر به اليوم ولكنهم اختاروا الطريق الصحيح.. ونفضوا عن عقولهم غبار (وساوس الشيطان)..!.
ما رأيك أن نبقى أصدقاء في هذه الدنيا.. نصبر سوياً على مرها.. ليأتي يوماً بحلوها.. وكما يقول المثل الشعبي (أصبر على أم شوشه.. لين تجيك المنقوشه)..!.
لنرض بقضاء الله وقدره لنا في هذه الحياة.. ولننظر للأمل ونبحث عن خيوطه لتغيير حياتنا (نحو الأفضل دوماً)، فلا أظنك ترضى أن تكون سبباً في جعل حياة من حولك حزينة وتعيسة لأنهم يفتقدونك ويتألمون!
لنتذكر دوما أن الفرج( بيد الله) متى ما بذلنا الأسباب ولننتصر على الظروف ونبقى مؤمنين به.. (ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج ) كما أنا سعيد بقراءتك لمقالي حتى النهاية فهذا دليل أنك لست (غبياً) !!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net