قضية الطبيب المصري في السعودية قبل ما يقارب الخمسة عشر عاما رغم أنها قضية أخلاقية ونسبت لفرد يمثل نفسه فقط ولا يمثل شعبا بأكمله إلا أن ثلة أرجوزية متلونة التقطت تلك القضية آنذاك وضخمتها وهولت مضمونها في محاولة بائسة وهزيلة لضرب العلاقات القوية والمتينة والتاريخية بين الشعبين السعودي والمصري وروجت وأثارت الغبار وكالت الشتائم والسباب والأوصاف البذيئة والاتهامات الملفقة مدفوعة بحقد وضغينة لأسباب أما شخصية لعدم رضوخ المؤسسات في السعودية لمطالبهم أو لتنفيذ أجندات معنية والترويج لها إعلاميا بعد قبض المعلوم. في ذلك الوقت كان لحكمة القادة في البلدين وتفهم الشعبين الشقيقين دور كبير في إخماد الفتنة وكشف المتربصين، واليوم ما أشبه الليلة بالبارحة لكن مع اختلاف الظروف السياسية فالمناخ العام في مصر بعد الثورة غير مستقر، والضباب يغطي الأفق، والشعب في مصر يطمح للاستقرار والهدوء وسيادة القانون وعودة الأوضاع إلى طبيعتها والخروج من مأزق الفوضى الذي خلفته الثورة مع كثرة الأحزاب وتنوع الأيديولوجيات وتوزع الولاءات وركض المرتزقة خلف سراب الغنائم ودخول أطراف خارجية حاقدة على المملكة لتحريك الأجواء ضدها وقذف الأحجار في المياه الراكدة.
المرتزقة في الإعلام المصري لا يمثلون هذا البلد الشقيق، وهم شلة للأسف بنو ما يدعونه من أمجاد من خيرات السعودية، وبعد أن لفظتهم وسائل الإعلام النزيهة مضوا يبحثون عن أي حادثة ليفرغوا من خلالها ما تكنه صدورهم فلم يفلحوا إلا بتبني قضية خاسرة لمهرب المخدرات أحمد الجيزاوي المقبوض عليه في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بتهمة تهريبه 21380 قرصا من عقار زاناكس، واعترافه بما نسب إليه وكشف الصور للحادثة أبلغ دليل، فهل يريد هؤلاء من السلطات في المملكة التغاضي عن المهرب والسماح له بالدخول وعلى الرحب والسعة؟ قضية فردية لا تهمهم بذاتها إنما استخدموها وسيلة وطريق للإساءة للبلد الذي أحسن إليهم واستضافهم لسنوات طويلة!
فرقة حسب الله الإعلامية تتحرك مع بوصلة المصالح فالأقرع غير “الأديب” صاحب فلة وشمعة مهببة صاحب تجارب عريقة في التلون، وهو نموذج لأولئك النفر الذين لديهم قدرات عجيبة في التحول السريع وتغيير المسار في لمحة بصر مع بريق الذهب والدراهم، فقد تحول سي عمرو أثناء أحداث الثورة المصرية وفي مقاطع تدينه وبثت عبر”اليويتوب” وبصورة مفاجئة من مطبل للنظام المصري السابق ومعارض مستميت لثورة الشباب في مصر إلى ناقم على الرئيس حسني مبارك ومؤيد حد الجنون للثورة ذارفا دموع التماسيح داخل الأستوديو ومستبشرا بالعهد الجديد كي يضمن نصيبه من الكعكة فهل نستغرب من شخص ليس له مبدأ مع أقرب الناس عندما ينقلب على بلادنا؟.
المتلونون مهما كثر عددهم لا يمثلون إلا أنفسهم، والعلاقات بين البلدين عميقة الجذور لن تتأثر بحوادث عابرة وقضايا هامشية, وما يزيد من مساحة التفاؤل التصريحات الجميلة والمسؤولة من قيادتي القطرين الشقيقين والأحاديث العقلانية لسفيري البلدين وبحثهما الجاد عن التهدئة وإعادة الأمور إلى نصابها وردود أفعال كل العقلاء في السعودية ومصر حول ما حدث.
الإعلام النزيه في البلدين يحمل رسالة سامية لكشف زيف هؤلاء المرتزقة وأهدافهم ودوافعهم كي لا ينساق خلف شعاراتهم السخيفة البسطاء والرعاع والغوغاء.
shlash2010@hotmail.comتويتر abdulrahman_15