ذكرت في مقالة سابقة كيف يسوق «ستيفان ستابلتون» أحد مؤسسي مجموعة (حافة الصحراء) لمنتجهم الفني على أنه شخصيٌ (أي ستيفان)، أو من خلال المجموعة، خلف إظهار الفن السعودي المعاصر للعالم، على اعتبار أن ما سبق خلال الأربعين أو الخمسين سنة من ممارسات لا تدخل ضمن هذا التعريف أو الإطار «فن معاصر». وربما يريد السيد ستابلتون الإشارة إلى مفهوم «الفن المعاصر»، الذي خرج عن العمل التقليدي ذي البُعدين أو الأبعاد الثلاثة، التي اعتدناها غالباً على هيئة لوحة زيتية أو أكريليك أو خامات متنوعة، تتبع مدرسة كلاسيكية أو حديثة ضمن مدارس فنون القرن العشرين في أوروبا وأمريكا، والذي يحصر نسبة غير قليلة من الفنانين السعوديين أعمالهم ضمن إطاره.
لكنه أيضاً يلغي بشكل أو بآخر «عصرية» المعارض (النمطية) أو الرسمية التي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام، مثل معرض (الفن السعودي المعاصر) السنوي، بل يتغاضى عن أي عمل لا يخرج في دائرة المجموعة.
وإذا كان يُحسب للمجموعة الظهور العالمي بلغة أجنبية مكّنت المتابع الغربي من قراءة تاريخ الفن المعاصر لدينا، وأجزلت في التقارير واللقاءات والمقالات الصحفية التي تتحدث عن الفن السعودي المعاصر، فإنه يُحسب لها أيضاً بقصد أو بدون قصد تحفيزها الآخرين للعمل بشكل أكثر احترافية و»عصرية»، سواء كمنافسين أو كأتباع أو غيرهما من الأسماء، حسب هيئة وشكل وظهور العمل الفني أو المعرض في نهاية الأمر.
وردتني هذه الخاطرة وأنا أقرأ أخبار معرض تحت اسم (معرض الرياض للفن المعاصر)، بمشاركة فنانين، أغلبهم من الجيل السابق، أو حتى من الجيل الأول للفن السعودي (التشكيلي)، ولا أستطيع الحكم على الأعمال من حيث جِدتها وعصرتنها وفق التعاريف المتداولة للفن المعلصر، لكن هذا الحراك بما فيه من سلبيات وإيجابيات، وادعاءات من طرف أو آخر، أو ما تحمله من مصداقية أيضاً، كل ذلك عملية مثمرة في نهاية الأمر، سوف تساهم في تنشيط الحراك الثقافي البصري، وجذب شريحة كبيرة من المجتمع الذي ربما لم يعِ بعد مفاهيم متصلة بالمصطلحات الفنية مثل: (فن معاصر - فن حديث - فن تشكيلي - تصوير تشكيلي - نحت...) إلخ من المصطلحات التي لا تزال أيضاً بحاجة إلى تفسير!
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan