بدأت الانتصارات النصراوية.. وتتالت وقت هطول الأمطار بغزارة.. رقص الشجر.. وابتسمت السماء.
أخيراً عادت الابتسامة للنصراويين بعد مواجهتي الشباب وتواصل ركضهم المتوهج نحو معانقة أغلى الكؤوس.. كأس خادم الحرمين الشريفين.
فاز النصر وتألق بأجنبي واحد فقط.. وبمدرب يخشى الهجوم ويعشق الانطواء في كرسي الاحتياط وكأنه في مراسم عزاء.
فاز النصر وحضر جمهوره.. رغم غياب لاعبٍ يصنع الفارق.. أو كابتن فريق يحسن التعامل مع المتغيرات.
.. أتعرفون مَن الذي قاد العالمي ونهض به من كبواته السابقة وجعلته يتجاوز بطل الدوري.. إنه: الروح ثم الروح فقط!..
وإلا لو دخلنا في الحسابات المنطقية (على الأرض) فليس هناك فريق يراهن عليه!.
* * *
سقوط اللون الأصفر
عودة النصر للتألق والمنافسة.. ليس ابتهاجاً للنصراويين وحسب.. بل عودة الروح للكرة السعودية برمتها.
وبالنظر إلى معادلة أضلاع الأربعة الكبار.. (الهلال - الاتحاد - الأهلي - النصر) وبافتراض أن كلاً منهم يشكل 25%.
فإن سقوط النصر يعني فقدان الكرة السعودية 25% من وهجها، كما أن تدهور الاتحاد يفقدها الـ25% الأخرى.. وبالتالي فانعكاس ذلك لا يقتصر على الفريقين وجماهيرهما، بل يمتد إلى المنتخب السعودي وتفوق الكرة السعودية ككل.
إن تألق النصر والاتحاد إلى جانب الأهلي والهلال وبقية فرق الوسط.. الاتفاق - الشباب - الفتح..، من شأنه أن يخلق لنا منتخباً عصرياً ودورياً يلفت الأنظار بقوة منافساته.
أما اقتصار التنافس على فريقين أو ثلاثة فقط وقصر لاعبي المنتخب عليهم، فمن شأن ذلك توالي النكسات الرياضية.
انظروا إلى الدوري القطري والإماراتي وتأملَّوا حجم المنافسة من خمسة فرق دفعة واحدة على الصدارة.
ولاحظوا.. الدوري السوداني أو المصري وضعف المستويات نتيجة سيطرة فريقين فقط عليه واستحواذهما على أغلبية البطولات.
* * *
هوامش سريعة
* هل بالضرورة والإلزامية أن ينقل كل ضيف أو لاعب أو مشجع التحية والسلام والتقدير «على الهواء مباشرة» لمقدم برنامج؟.. وأيّ عرف مهني هذا الذي يجبر الضيوف (أياً كانوا) على المزايدات وتقديم الدعاية والمدح الممقوت لمقدم البرنامج.
ثم أيّ خفة دم باردة أن يحاول المراسلون تلقين الضيوف «الأجانب» حتى الذين لا يتحدثون اللغة العربية لاستنطاق اسم سعادة المقدم؟.. أندهش كثيراً أن تمنح قناة راقية ذلك المجال الرحب لأحبتنا (إياهم) باستخفاف دم المشاهد.
* في القناة السعودية الرياضية بثوبها الجديد، تبرز المهنية والحضور اللافت.. عدا صيغة الحوار بالشكل الرسمي الذي تفتقده القناة ومراسلوها.. بمعنى أن صفة مناداة الضيف بـ أبو فلان!! وإيش رأيك أنت يا أبو فلان.. هي الطاغية في برامجها الحوارية.
ما ذنبي أنا كمشاهد وما مصلحتي أن أسمع عبارات «أبو فلان وأبو علان» وهي تتناقل بين المقدم وضيوفه!! القضية ليست جلسات شللية خاصة في استراحة.. بقدر ما هي برامج رسمية يشاهدها القاصي والداني في جميع أنحاء العالم.
* صالح النعيمة وسامي الجابر وفهد الهريفي ثلاثي رياضي وإداري يتسم بالحزم والجدية والفكر المتوهج.. ومع ذلك.. لا نجد لهم موقعاً في المنتخب بأيٍّ من درجاته.
* * *
أحيان كثيرة
- في أحيان كثيرة.. يعاقبنا الله بشر أعمالنا أو بأخطاء ارتكبناها تجاه الآخرين في حياتنا العامة.. والله -جلَّ جلاله- لا يرمي عبده بحصى.. بل يبتليه في ما يملك.. أو في أولاده أو بيته، أو يصيبه بحالة لا توفيق وهواجس تقلق مضاجعه.
- إذاً فحينما تنتابني إحدى تلك العقوبات الإلهية فليس معنى ذلك أنني مسحور (قطعياً) أو معمول لي عمل أو بي مسَّ شيطاني.. أو مضروب بعين قوية لم تسمِّي بالله العظيم.
- وأحياناً تتدهور أحوال فريق ما وينتكس من أسوأ إلى أسوأ.. إما بسبب أكل حقوق لاعبيه أو ظلمه أحدهم وإهضامه حقه، أو التسبب في إيذاء الآخرين وقطع أرزاقهم والتشهير بهم.. وهكذا.. والله أعلم.