مع فشل جهود وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة في سوريا ووقوع المزيد من حالات القتل، فإن إنهاء العنف في البلاد سيتطلب مناشدات أكبر للضمير الإنساني، فهل ستستمع روسيا؟!
اسمعوا جيدًا لقادة العالم وهم يتحدثون عن العنف في سوريا، هناك كلمة تتكرر كثيرًا: الضمير. يتساءل أولئك القادة عن عدد القتلى من المتظاهرين الذين يجب أن يسقطوا من أجل أن يتحول ضمير العالم إلى الفعل؟
من المؤكد أن الضمير صفة فردية وليست جماعية، ولكن هذا ما يجعله أقوى وأكثر قيمة، ولكن مع عناد النظام السوري لجهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار واستمرار المذابح، فإننا بحاجة الآن إلى شيء ما مثل الضمير الجمعي للعالم. من المؤكد أن المناشدات العالمية للضمير الإنساني قد أدت إلى صحوته منذ ما يقرب من عام في الأزمة الليبية، فقد برر الرئيس أوباما الهجمات الجوية على نظام معمر القذافي بأنها ضرورية لمنع المذابح التي يمكن أن «تلطخ ضمير العالم». وقد تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا بالإجماع ضد القذافي كرد على الصرخات والمناشدات القادمة من ليبيا.
هذا العام كان مجلس الأمن مجمعًا أيضًا على دعم جهود وقف إطلاق النار في سوريا بقيادة السكرتير السابق للأمم المتحدة كوفي عنان. وقد تم الوصول إلى ذلك الإجماع بعدما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية أن «حملة العنف المروعة» في سوريا قد «صدمت ضمير العالم». كما كان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه أكثر مباشرة بمناشدته لروسيا والصين بأن ينظرا إلى «ضمير العالم» ولا يقومان بنقض القرار باستخدام الفيتو. ولكن الدول التي يقودها قادة سلطويين عادة لا يكون عندهم الكثير من الضمير، فهم يسعون وراء المصالح الكبرى مثل رغبة روسيا في أن تحافظ على قدرتها على الوصول إلى القاعدة البحرية في سوريا. والصين، التي تزعم أنها ليست لها مصالح في سوريا، قد منحت 2 مليون دولار على الأقل للجنة الدولية للصليب الأحمر للمساعدات الإنسانية في سوريا.
تركيا جارة سوريا على سبيل المثال تحولت بصورة حادة ضد نظام بشار الأسد، ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الشهر الماضي إلى «تدخل أخلاقي» في سوريا، وقال «يجب علينا أن نضمن أن يسود الضمير، ولا يجب أن تتدخل أي مصالح أو مخاوف أخرى»، وذلك في مؤتمر أصدقاء سوريا في الشهر الماضي.
مع تنامي التعاطف الدولي مع المتظاهرين السوريين، أصبح من الممكن اتخاذ المزيد من الإجراءات، فالولايات المتحدة سوف ترسل معدات اتصالات إلى الثوار، كما رحبت تركيا باللاجئين السوريين على أراضيها، وهو الإجراء الذي استفز الجنود السوريين فأطلقوا النار على الأراضي التركية الاثنين الماضي.
لكن من المتوقع أن تفشل دبلوماسية عنان في الوقت الراهن، وإذا ما حدث ذلك فإن السيد أردوجان يطالب باتخاذ إجراءات أقوى من الأمم المتحدة، قائلاً: «إننا نريد أن ندع ضميرنا يتحدث». وكما قال عنان نفسه في عام 1999: «إذا فشل الضمير الجمعي للإنسانية أن يجد عزاءه الأكبر في الأمم المتحدة، سوف يكون هناك خطرًا جسيمًا بأن يحول العالم بصره عنها إلى اتجاهات أخرى».
افتتاحية (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية