يا شعبَ مصرٍ والجزيرةِ ما جرى
سُرّ العدو به وغيظ العاقلُ
فرحوا بهِ متربّصينَ وربّما
صاغوه كي ما يُستعاد الباطلُ
لا شكّ أنا لا نزالُ أحبةً
وبأنّ ما يجري هناكَ تطاولُ
حقّ لنا في أرضكم مُتمثلٌ
وكذا لكم حقّ هنا مُتماثلُ
إن جاء نيلكِ يشتكي ستجيبه
من نجد أو أرضِ الحجازِ جنادلُ
تسعى إلى بثّ الشقاقِ مذاهبٌ
وتروم من خيرِ الخلاف قبائلُ
ونظلّ شعباً لو يفرّق قلزمٌ
ما بيننا أو أنْ تُشاع غوائلُ
والفتنة الحمراءُ إن لم تُحتوى
من عاقلٍ ملك الزّمامَ الجاهلُ
تسري كطوفانٍ فتذهب أنفسٌ
وتثور ما بين البلاد زلازلُ
إني لآملُ وأدها في مهدها
كي لا تُثار حناجرٌ وقلاقلُ
والحيّة الرقطاء إن تُركت فشى
سُمٌ لها بين العروبة قاتلُ
أهلٌ لنا في أرضِ مصر وكم هنا
في أرضنا من أهل مصر عوائلُ
ومغفلون سروا لأجل عمائم
خاب المُعمّمُ والسفيه الفاعلُ
يشقى العدو بنا ويسأم حاسدٌ
ويخيبُ منتفعٌ ويتعبُ عاذلُ