هناك حقيقة واضحة كوضوح الشـمس, أن المجتمع الســـعودي, مجتمع عربي مسلم, تجمعه العادات والتقاليد والقيم والأخلاق العربية الإسلامية. وهناك حقيقة أن الشعب السعودي النبيل, هو (سعودي الهوية) (عربي الأمة والقومية) (إسلامي الدين) (إنساني الأفعال والأقوال والأعمال), مهما حاول من يحاول بـ(تغريب) الإنسان السعودي وذلك بتحويله إلى (آلة صماء) أو (جهاز روباد) صنع في الولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أوروبية, يردد ويعيد (برامجه) كلما ضغط أحدهم على زر بقوله: «أنت شبيه الأمريكان في كذا» أو (أنت ثقافتك ثقافة أوروبية متحضرة) تفعل كذا وتلبس كذا وتؤمن بكذا وتتحدث بكذا...
ونحن نتحدث هنا عن بعض أفراد المجتمع السعودي ومحاولة (تغريبهم), وينتابنا ذلك الشعور الحزين المؤلم عندما نقرأ بعض الأخبار المدونة (بالأحمر) العريض عن أشياء قد فعلها أبناء أو بنات مجتمعنا النبيل من تصرفات لا تليق بهم أو تسيء لهم ولغيرهم من أبناء وبنات وطنهم, ينتابنا ذلك الحزن والأسى والألم والندم ونعض على (أصبعنا) ونقول: «لا لا هذه أشياء دخيلة على مجتمعنا».
الحقيقة مؤلمة والواقع سراب وبين هذا وذاك (ضاعت الطاسة) و(ضاع الأمل) في أن نرى أو نميز بين (الخط الأبيض) و(الخط الأسود).. بين الصحيح والخطأ وبين المقبول والمرفوض بين الذكر والأنثى. في كل يوم يا سادة يا كرام, سيداتي سادتي, أجلس فيه على (شرفتي) وأنا أتمعن حال واقعنا في مجتمعنا السعودي وما آلت عليه حالة بعض أفراده, أحاول تارة أبتسم ولو لمرة, وأحاول أن أغض الطرف ولو للحظة, ولكنها الحقيقة المرة والتي لا مفر منها, وأتذكر قول الشاعر:
ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة
وحق لأصحاب القريحة أن يبكوا
صحيح من قال هرمنا وهرمت عزائمنا... وأفكارنا... وطموحاتنا... وحتى عاداتنا وتقاليدنا... ولغتنا, وحلت محلها عزائم وأفكار وطموحات وعادات وتقاليد ولغات أمريكية.. أوروبية.
ماذا لو تكاتفنا جميعاً في محاربة التفرقة, التفرقة العنصرية والقبلية والمذهبية, «فإن أكرمكم عند الله أتقاكم». ماذا لو سلمنا من شيء فلن نسلم من دوامة (شكله ولد فقر) أو (أصله مو من قبيلة معروفة) أو (شوف لونه) أو (باين عليه ما درس في أمريكا أو أوروبا) أو شوف (ملابسه غير (كوول) أي غير ملائمة) أو باين أنه ينتمي إلى (مذهب رجعي).
كذلك لن نسلم من دوامة (ليس لديه بلاك بيري - أو آي فون - أو آي باد) أو (لا يتكلم إنجليزي أو فرنسي أو ألماني أو أي لغة) تدل على ثقافة وتطور الفرد. هكذا مع مزيد من الندم أصبحنا نندب حظنا المتشائم ونعيش هذه الدوامات التي كلما (أصلحنا واحدة) خرجت لنا الثانية والعاشرة والألف, للأسف الشديد أصبحت ثقافة بعضنا (عدد اللغات الأجنبية التي يتحدثها) أو (تسريحة شعره أو بنطلونه الممزق على الركبة) أو نوعية (الأغاني الأمريكية والأوروبية التي يستمع لها), حتى أكلاته تغيرت فهو لا يذهب إلى أي مطعم سعودي أو عربي حتى لا يقال عنه إنه (رجعي في أكله) ناهيك عن تسريحة شعره... إلخ. للأسف الشديد تحول بعض شبابنا (آلات) تدار بالريموت كنترول, وأصيبوا بعقد نفسية يفعلون ما تمليه عليهم هذه العقد النفسية بتقليد الغرب والأمريكيين حتى في الأعمال السيئة والعيوب والأخطاء.
هناك عادات سيئة أخرى ظهرت مؤخراً في مجتمعنا السعودي, مثل للأسف (ادهن السير) عشان تسير الأمور (الرشوة).. كذلك اغتصاب أموال الآخرين الحرام (السرقة).. والكثير.. الكثير.
سيداتي سادتي... رسالة لكم جميعاً... استفيدوا من عادات وتقاليد الآخرين الإيجابية... أما السلبية فادفنوها في أعماق المحيطات, لتعيشوا سعداء مرفوعي (الخشم) و(الرأس).
farlimit@farlimit.comالرياض