ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 03/05/2012/2012 Issue 14462

 14462 الخميس 12 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

يقول لي أحد أبرز ملاَّك مؤسسات التخليص الجمركي، بأنه رغم التعطيل المستمر في تخليص البضائع من الميناء الجاف بالرياض على مدى السنوات الماضية، والشكوى المستمرة لذلك، إلا أنه لم يمر في تاريخ الميناء الجاف شهر أسوأ من الشهر الجاري، وربما هذا الأسبوع هو الأكثر تعطيلاً وفوضى في تاريخ هذا الميناء العتيق!

صحيح أن كل ذلك يحدث بسبب استلام شركة جديدة إدارة الميناء لا تملك الخبرة، ولا المعدات اللازمة لنقل الحاويات وتحريكها، ولا العمالة الكافية والقادرة على تفريغ الحاويات، وتسليم الشحنات، مما جعل الحاويات تتكدس بشكل منقطع النظير، لم يمر على الميناء الجاف مثله، إلى الحد الذي جعل شكوى المخلّصين الجمركيين وأصحاب البضائع، ترفع إلى أعلى المستويات في البلد، من أجل حل هذا المأزق الغريب.

معظم البضائع الواردة من أوروبا وآسيا تصل عن طريق ميناء جبل علي في الإمارات، والغريب أنها لا تمكث هناك أكثر من يوم أو يومين، بسبب التنظيم هناك، بينما تبقى في ميناء الدمام أكثر من أسبوعين، بسبب ازدحام الميناء الجاف في الرياض واكتظاظه بالحاويات التي لم تفرغ بعد من حمولاتها من البضائع، مما جعل مصالح الشركات والتجار تتضرر، والغريب أن نظام الميناء الجاف يقول إن البضاعة التي تبقى على أرض الميناء أكثر من خمسة عشر يوماً، يحسب عليها غرامة لقاء الأرضيات التي تبقى عليها، رغم أن المشكلة في الشركة التي تدير الميناء وليس من العميل نفسه.

هناك خطط مضى عليها سنوات، تهدف إلى تطوير الميناء الجاف، نسمع عنها ونقرأ عن تصريحات المسؤولين في الصحف حولها، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات قرأنا تصريحاً لرئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية عن خطط لتوسعة الميناء الجاف، لكن الأمور تتعقد أكثر، والتعطيل لا يستمر فحسب، بل يزداد بشكل مخيف، فالبضاعة التي يستلمها المستفيدون خلال أسابيع قبل عام، أصبحوا يستلمونها خلال أشهر.

لماذا تم تغيير الشركة القديمة المشرفة على أعمال الميناء الجاف، بشركة جديدة لا تمتلك الإمكانات ولا المعدات ولا الكوادر البشرية اللازمة؟ من المسؤول عن إرساء مناقصة تشغيل الميناء الجاف على شركة لا تمتلك القدرة على تشغيله؟ لماذا لم تنجز الخطط التي تهدف إلى توسعة الميناء الجاف حتى الآن؟ لماذا لا تتم إضافة كوادر وطنية شابة في الميناء تساهم في إدارته بشكل يليق بعاصمة البلاد؟ لماذا لا تخفف الإجراءات البيروقراطية لتسليم البضائع المتكدسة على أرضية الميناء؟ ما معنى مثلاً أن يتم طلب شهادة منشأ للبضاعة، ثم يعطّل استلام الحاويات بحجة إجراء الفحص على البضاعة؟

هناك الكثير من الزحام والفوضى العامة في الميناء الجاف، أتمنى أن تتفضَّل لجان عليا من وزارة النقل، ومن مصلحة الجمارك، ومن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، للاطلاع عن قرب على ما يحدث في هذا الميناء الصغير المتواضع، وأسوق سؤالاً صغيراً عمّن يتحمّل مسؤولية ما يحدث: هل هي الإدارة العامة للموانئ؟ هل هي مصلحة الجمارك؟ هل هي مؤسسة الخطوط الحديدية؟ هل هو وزير النقل نفسه؟ ولماذا لا تتحرك هذه الجهات لحل هذه المشكلة المزمنة التي تضر باقتصاد البلاد؟

 

نزهات
مأساة الميناء الجاف!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة