باسم الوطن ونيابة عن كل مواطن يقبع في أي جزء من هذا الكيان العزيز المملكة العربية السعودية نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على دعمه الدائم لمسيرة التنمية والبناء ومتابعته المستمرة لمشاريع التطور والعطاء وانبرائه بكل مهنية واقتدار للريادة المباركة في جعل العلم هو اللبنة الأساس لنهضتنا المرتقبة في عصر التحديات وزمن الصراعات والتوجسات، عصر العولمة الصعب!!
وما تأسيس الجامعات الجديدة والحرص على أخذها مساحات شاسعة من أراضي مناطقنا الإدارية إلا شاهد أكيد ودليل صادق وبرهان ساطع على ما يلقاه العلم وطلابه ومنسوبيه من رعاية واهتمام من لدن القيادة الحكيمة في هذا الوطن الخيّر المعطاء، ولعل تدشين المرحلة الأولى من هذه المدن الجامعية التي أريد منها أن تكون مشعل نور ومنطلق تنمية ومركز معرفة وموئل فكر وعقل، لعل هذا التدشين للمرحلة الأولى ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية يعزز الأمل ويفتح باب الرجاء بأن تكون المرحلة الجديدة حدثًا مفصليًا في حياة إنسان المناطق التي ترقب كل لبنة توضع في مدنهم الجامعية، ويقف على رأس القائمة ويتربع على كرسي منصة الأولية في نظر الكثير “المستشفيات الجامعية “ التي تُعدُّ في كثير من دول العالم المراكز الطبية الأهم على الإطلاق والأكثر تميزًا وقدرة على التطوير البحثي وتقديم الخدمات العلاجية ونشر التوعية والتثقيف المجتمعي، كما أنها في جامعاتنا السعودية صارت هذه الأيام منافسًا حقيقيًا لكبريات مستشفياتنا المعروفة وعلى وجه الخصوص مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض والمستشفى الجامعي في جامعة المؤسس الملك عبد العزيز.
ولذا وللحاجة الماسة والعاجلة وفي جميع مناطق المملكة بلا استثناء فإنني أناشد خادم الحرمين الشريفين بأن تكون ترسية هذه المشاريع الخدمية التوعوية التدريبية خاصة ترسية مباشرة لا تخضع لنظام المنافسات والمشتريات الحكومية المعروف الذي يأخذ الأقل ويغض الطرف جبرًا وفي كثير من الأحيان عن السرعة والجودة والخبرة التراكمية في إنشاء مشاريع المستشفيات خاصة، وربما كانت الترسية على مراحل ولمدة سنوات طويلة وللأسف الشديد!!.
إن ما أشارت إليه الدراسة الأمريكية التي تكلمت عنها العربية “القناة” يوم الاثنين الماضي من أن الرياض ثاني مدينة في النمو السكاني عالميًا!! يجعلنا نبحث في الأسباب التي تقف خلف هذه الإشكالية التي تأزم العيش في العاصمة الرياض، ولعل من بين الأسباب التي من أجلها استقر عدد من المواطنين في هذه المدينة المرهقة “الصحة والتعليم “، والبعض وإن لم يتمكن من العيش فيها فهو يسافر لها كثيرًا بحثًا عن العلاج في المستشفيات المعروفة واسألوا إن شئتم الخطوط الجوية السعودية!!.
إننا نحن أهالي حائل على سبيل المثال نتشاءم كثيرًا من فشل المشاريع العملاقة خاصة الصحية منها الحكومي التابع لوزارة الصحة وكذا الخاص والسبب الأقوى اسناد إنشائها للمقاول الأقل عطاءً أو لكون التشييد مبرمجًا على مراحل ولسنوات أو لتسليمها من الباطن لغير المؤهل العارف والخبير، ولذا نتطلع إلى التفاتة أبوية حانية من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين تقي مشروع المستشفى الجامعي التعثر ومن ثم التوقف أو التأخر عن الموعد المحدد فالحاجة أشد ما تكون، فضلاً عن أن خريجي كليات الطب والعلوم الطبية والصحية والتمريض والصيدلة والأسنان و... في جامعاتنا الناشئة هم بحاجة ماسة إلى بيئة تدريبية صحيحة وبصدق لا وجود لهذه البيئة في كثير من مناطق المملكة الصحية.
إنني هنا لا أقلل من جهود وزارة التعليم العالي في الترسية والمتابعة ولكن أؤكد على أن نظام المنافسات والمشتريات الحكومية لا يتوافق والجودة المطلوبة وسرعة الإنجاز والقدرة على الوفاء بشروط العطاء!!
إن هذه المدن متى ما تحقق اكتمالها فستكون بإذن الله عامل جذب وسببًا قويًا للهجرة المعاكسة من المدن الكبرى إلى المتوسطة والصغيرة كنجران وتبوك وحائل والجوف وجازان وغيرها كثير، وستغير هذه المحاضن التربوية التعليمية الحضارية السلوك والثقافة والتنمية وستؤثر بشكل مباشر وقوي على دورة الريال في ربوع الوطن المعطاء ودمت عزيزًا يا وطني وإلى لقاء والسلام.