تنفيذاً للتعليمات السامية والإرادة الحكيمة الصادرة بسرعة تصفية المساهمات العقارية المتعثرة والمجمدة، والحرص على إعطاء كل ذي حق حقه (رأس المال والأرباح) لآلاف المساهمين ممن تجرعوا مرارة الانتظار لعشرات السنين بسبب بعض القائمين على هذه المساهمات.. من هذا المنطلق الإنساني، وحسب التوجيهات العليا، بادرت وزارة التجارة بهمة وحرص ومتابعة وزيرها الإنسان إلى تنفيذ أهداف الإرادة الملكية بسرعة فتح ملفات هذه المساهمات المتعثرة، والحرص على بيعها وتصفيتها بأسرع وقت ممكن، وهذا ما بدأ تطبيقه فعلاً وفق ما نشرته (الجزيرة) الغراء في عدد 14437 بتاريخ 16-5-1433هـ. ونحن في هذه المناسبة إذ نبارك هذه الخطوة المفصلية، التي سيكون لها المردود الفاعل في بث روح الطمأنينة والتفاؤل في حياة الكثيرين، لنأمل - والأمر يدعو للاستبشار - من معالي الوزير ورجال وزارته المخلصين الالتفات بحزم وإنصاف وبعزيمة لا تعرف التردد إلى موضوع الكثير من المساهمات القديمة المتعثرة، ونعني بها التي تم بقدرة قادر إلغاء صكوكها الصريحة الصادرة من محاكم وقضاة معتبرين ما زالوا على قيد الحياة. هذه المساهمات ضحاياها المئات ممن وضعوا تحويشة أعمارهم المادية فيها، ومضى على واحدة منها على سبيل المثال نحو أربعين عاماً، وما زالت قضاياها تحور وتدور في دهاليز الجهات الشرعية والإدارية دون نهاية قريبة أو حتى بصيص نور في نهاية النفق، وللتدليل على مصداقية ذلك أجد الآن بين يدي أنموذجاً واحداً على سبيل المثال لواحدة من أقدم هذه المساهمات المتعثرة، هي مساهمة راشد الحميسان جنوب غرب الرياض. لقد مات يرحمه الله قبل عشرين عاماً، وما زال أبناؤه وإخوانه يبحثون عن نهاية منصفة تعيد للمساهمين حقوقهم وتبرئ ذمة فقيدهم. وأصدقكم القول يا معالي الوزير، وأشهد الله على ذلك، أنني لست محامياً أو أنشد مصلحة خاصة من هذا الإنصاح، لكنني أعرف البعض من ضحايا تلك المساهمة المجمدة والمتعثرة، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، يعيش هموم الشيخوخة وهموم الحرمان.. وأنا في هذه المناسبة ومن هذا المنبر الحيوي أحيط معاليكم علماً من باب الشفافية والإنصاف بأن هناك الكثير والكثير من المساهمات المتعثرة ينضوي بعضها تحت مسميات وحالات وعوارض ومعوقات شتى، منها ما زال في غرف الإنعاش، لا حي فيرجى ولا ميت فينعى، ومنها من يعاني الإعاقة المفتعلة، ومنها من لا يزال تحت الأجهزة على أمل أن تعود لا الروح، خاصة بعد انتهاء موجة بيع المخططات الكبيرة الخاصة. وهناك بعض المساهمات تعاني من تصارع البيروقراطية المتكلسة، وأخيراً من هي حبيسة الأدراج تستغيث الإفراج عنها وإعتاقها لوجه الله؛ لذا كلنا أمل وثقة أن تترجم هذه المبادرة الأبوية الكريمة وهذه اللفتة الحانية بسرعة التنفيذ وبكل حزم وعزم. والله الموفِّق.
- عبدالله الصالح الرشيد