ضمن خطة الهيئة لتعريف العالم بكنوز المملكة الأثرية تم إدراج مواقع مميزة ضمن قائمة التراث العالمي
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعنا على الحوار الصحفي المنشور في صحيفتكم بالعدد رقم (14433) الصادر يوم الأربعاء 12 جمادى الأولى 1433هـ، الموافق 4 أبريل 2012م، بعنوان «البروفسور الذييب: أتمنى أن يتم التوسع في عمليات التنقيب عن الآثار في المملكة»، الذي أجرته المحررة تهاني الغزالي مع الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب مدير إدارة الشؤون الثقافية بالملحقية السعودية بكندا، حيث تحدث عن التنقيبات الأثرية في المملكة، مشيراً إلى أن هناك حاجة للمزيد من عمليات الحفر والتنقيب، وتنشيط الثقافة السياحية الأثرية.
ونود في البداية أن نتوجه بالشكر والتقدير للصحيفة وللمحرر على مناقشة الموضوعات المتعلقة بالآثار في المملكة، نظراً لما تمثله من قيمة استثنائية، كما نشكر الدكتور سليمان الذييب على ما تفضل به من رؤى ومقترحات، وتعقيباً على بعض ما ورد في هذا الحوار فإننا نود إيضاح التالي:
- حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار على الارتقاء بالعمل الأثري منذ انضمام قطاع الآثار والمتاحف إليها قبل أربع سنوات، ومن ذلك تكثيف عمليات التنقيب الأثري في مختلف مناطق المملكة، حيث تعمل الآن (24) بعثة علمية في عدد من المواقع الأثرية على مستوى المملكة وتضم عدداً من الخبراء والعلماء من مختلف دول العالم يعملون إلى جانب الباحثين والخبراء السعوديين، كما وقعت الهيئة اتفاقيات مع عدد من الجامعات السعودية لإجراء مزيد من الدراسات والبحوث على المواقع الأثرية والمباني التراثية، حيث أسفرت جهود الهيئة في مجال التنقيبات الأثرية عن اكتشاف أكثر من (4) آلاف موقع أثري في البلاد.
كما أن نشاط حركة التنقيب الأثرية بالمملكة استدعى إنشاء خمسة متاحف إقليمية جديدة، وستة متاحف محلية، وتطوير العروض المتحفية لبعض المتاحف القائمة، ومن شأن هذه المتاحف أن تحتضن آخر الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها مؤخراً لتصبح شواهد حضارية لكل منطقة من مناطق المملكة.
- أما الدعوة إلى أهمية تعزيز الثقافة السياحية الأثرية والتعريف بالمواقع الأثرية فإن الهيئة أطلقت مؤخراً حملة تعزيز البعث الحضاري بهدف إحداث نقلة أساسية في المعرفة بالآثار والمتاحف والتراث العمراني، والمحافظة على التراث الثقافي الوطني وتأهيله وتنميته، واعتبار ذلك مسؤولية جامعية يسهم فيها كل مواطن، وتحقيق مشاركة المجتمعات المحلية في كل ما له علاقة بالتراث وتمكينهم من القيام بالأدوار الرئيسة، وتنمية الانتماء إلى تراث المملكة الحضاري والإسلامي، وتأهيل وتدريب الكوادر والكفاءات الوطنية للمحافظة على هذه المواقع الأثرية والتراثية، وذلك عبر (80) برنامجاً للتوعية والتعريف سواء منها البرامج الموجهة إلى المؤسسات التعليمية أو المجتمعات المحلية وكذلك المجتمعات الدولية، وتوظيف تلك المواقع الأثرية بصفتها منتجات سياحية ثقافية من شأنها تعزيز الانتماء والارتباط بهذه الأرض المباركة.
- حرصت الهيئة على تعريف المجتمعات الدولية بالبعد الحضاري للمملكة العربية السعودية وذلك من خلال معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور، الذي انطلق عام 2010 من متحف اللوفر في باريس، ثم انتقل إلى مؤسسة لاكاشيا في إسبانيا، ثم متحف الأرميتاج في جمهورية روسيا الاتحادية، وأخيراً في متحف البيرغامون في ألمانيا، وحقق المعرض في تلك المحطات الأربع نجاحاً ملحوظاً وحظي بإقبال كبير، حيث زاره أكثر من مليون زائر، أبدوا إعجابهم الكبير بالمعرض ومحتوياته، كما سينتقل المعرض في نهاية العام الحالي إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث سيقام في عدد من المدن الأمريكية لمدة عامين.
وضمن خطة الهيئة لتعريف العالم بكنوز المملكة الأثرية وبعدها الحضاري، تم إدراج مواقع أثرية مميزة ضمن قائمة التراث العالمي باعتبارها مواقع ذات قيمة عالمية استثنائية، وذلك بهدف التعريف بتراث المملكة عالمياً، حيث تم تسجيل موقع مدائن صالح، كأول موقع أثري سعودي يدرج في القائمة، ثم تسجيل موقع الدرعية التاريخية، ويجري التحضير لترشيح عدد من المواقع الأثرية والتراثية لضمها إلى قائمة التراث العالمي.
وعلاوة على ذلك حرصت الهيئة منذ تفعيل ضم وكالة الآثار والمتاحف إليها قبل أربع سنوات على الارتقاء بأعمال الآثار والمتاحف على مستوى المملكة، حيث تم إعداد خطة إستراتيجية متكاملة للنهوض بقطاع الآثار والمتاحف وذلك بمشاركة جهات حكومية ونخبة من المختصين والمثقفين والمفكرين للعناية بآثار المملكة والمحافظة عليها وإبرازها، حيث سعت هذه الخطة إلى إعادة تنظيم قطاع الآثار، وتشخيص المعوقات التي تواجه العمل الأثري، واقتراح الحلول المناسبة للتعامل معها، وسبل حماية الآثار والمحافظة عليها وترميمها.
ختاماً نشكركم على طرح ومناقشة مثل هذه الموضوعات التي توليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عناية خاصة واهتماماً كبيراً نظراً لأهميتها الاستثنائية وارتباطها بالبعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب.
وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري.
- ماجد بن علي الشدي - مدير عام المركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار