المخططات الإيرانية ليست معقدة، أو عصية على الفهم، أو أن فيها حلقات مفقودة تحتاج إلى مزيد من التفكير والتدبر والتحليل لفكها وربطها لتتضح أمام من يحاول قراءتها، هذه المخططات سعت إلى غرس “عملاء” في كافة المناطق العربية والإسلامية، واستخدمت فكرة الدين للتأثير بشكل أكبر ونشر “التشيع” كمذهب ظاهريًا، وكسياسة داخليًا.
أما عملاء إيران، فقد استخدموا “المظلومية” على شكل متطور يتوافق مع المعطيات السياسية والاجتماعية في هذا الوقت، فظهرت باسم “الحقوق” ويرفع شعارها “حقوقيون”، يزعمون أن هناك حقوقا مفقودة، وأن فئة هي -أقلية- لم تحصل على حقوقها، في حين أن فصل المطالبات الحقوقية هي ما جعلت هذه المزاعم تفشل وتنكشف سريعًا، خصوصا في دول الخليج العربي، لأن الشعوب حينما تطالب حكوماتها بإصلاحات فهذا من حقها، أما عملية الفصل ومضاعفة “المظلومية” فإن هذا ما يعني أن هذه المطالبات غير بريئة، وما هي إلا ترديد كلمات حق أريد به باطل.
ما قصدته من هذه المقدمة هو شرح الفكرة بصورة سريعة ومبسطة، لهذه المخططات، والتي اقتحمت عالمنا العربي والإسلامي دون أن نشعر، ولأننا نتعامل مع الآخرين بحسن نية، لكن الربيع العربي أزال كثيراً من الأقنعة، ظهر أصحاب الحق، وانكشف القناع عن أهل الباطل، ومنذ بداية الربيع العربي و”العملاء” يلعبون في أوطاننا على المكشوف، هذا بعد أن تيسر لهم اقتحام الموجة وإبراز -المظلومية- وكأنهم مثل الشعوب التي انتفضت في وجه ظلم وجور الحكومات والحكام، في تونس ثم مصر وليبيا، وسوريا -فرج الله كربة أهلها- فخرج عشاق العمائم، ومريدو الملالي في زحام الثورات فسقطوا فورًا فما من عاقل سيتعاطف مع هذه العينات، وبعد الفشل الذريع لهم في مملكة البحرين، تحركت قوى العملاء باتجاهات عدة بغية تدمير هذه الأوطان، وفي محاولات رخيصة وبأساليب تقشعر منها الأبدان، فانكشفت قضية “المخدرات” مع أنها قديمة، إلا أن افتضاحها بدا أكثر وضوحا بعد ضعف نظام الأسد، وهو عميل إيران الأول في المنطقة العربية مع جاره “المالكي” في العراق، ولا يقل عنه أهمية في العمالة رفيقهما حسن نصر الله، وحزب الله في لبنان!
قبل ظهور التقارير التي تفضح قضية المخدرات بستة أشهر، كأحد الأساليب الإيرانية لتدمير شباب الأمة، كتبت مقالاً من جزأين في هذه الزاوية، بعنوان: من المستفيد من انتشار المخدرات في مجتمعنا؟ تساءلت من خلاله، إن كان في هذه القضية جانب سياسي؟ وقلت: ما الذي يمنع إيران وأذنابها من توزيع المخدرات في مجتمعنا وببلاش؟ لذا حينما قرأت تقارير إخبارية فيما بعد تثبت ضلوع إيران وأتباعها لم أتفاجأ، ولم يكن خبرًا جديدًا فهذا هو المتوقع!
إذا نظرنا إلى المنطقة، نجد أن “مصر” تبدو الدولة الوحيدة التي كانت محصنة ضد الاختراق الإيراني، الذي استغل الأحداث وسقوط مبارك، والانشغال بالمظاهرات والاعتصامات وتكوين دولة جديدة، فزرعت جواسيسها وعملاءها، ووجدت ضعاف النفوس “الرخيصين” كما وجدتهم في منطقة الخليج العربي، ومن خلال المخدرات عملت على إيجاد ثقب في العلاقات السعودية-المصرية، التي امتدت أواصرها طويلاً، ولا ننسى مقولة المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حين قال: “إن مصر، هي قدوة وأمل جميع العرب”، ومنذ ذلك الوقت ونحن حكومات وشعوب نجتمع معًا على المحبة والإخاء، وما يضر المصريين يضرنا، وما يؤلمنا يؤلم المصريين، التقينا في العلم، فلا يمكن أن لا يكون في ذاكرة أحد منا إلا أجمل الصور عن معلمة أو معلم من مصر. والتقينا في الثقافة، فاقتربنا أكثر وأكثر، وفي النسب فأغلب الأسر السعودية لا بد وأن يجمعها نسب في مصر، إن هذه الروابط أكبر وأوثق من تصريحات حاقد، أو تصرفات رعناء مِن قبل جماعات تقوم بالاعتداء على السفارة السعودية، وتحرق العلم الذي يدافع عنه كل مسلم، الذي يحمل شعار التوحيد!
منذ متى صاربعض المصريين بهذه العدوانية تجاه قبلة المسلمين، لأجل “الجيزاوي” وهو تاجر مخدرات يحملها في علب حليب “جهينة” المصنوع في مصر؟ من هم هؤلاء الذين يبيعون دينهم وعروبتهم وأصالتهم لأجل تنفيذ أجندات عمائم الفرس، ومن الذي سيفرح بكل هذه الأحداث؟
www.salmogren.net