اطلعت على كاريكاتير الرسام في العدد 14432، والذي صور فيه السياحة الداخلية بصورة قبر، بمعنى أنها «متوفاة».. لعل الرسام قد خانه التعبير في هذه اللوحة الفنية، فالقبر يدفن فيه من مات، والموت لابد أن تسبقه حياة، فلا موت بلا حياة تسبقه.
إن السياحة مصدر وطني، واقتصاد متين لمن استغله الاستغلال الأمثل، وفي بلادنا آثار لا يوجد مثلها عالمياً وهي إرث قديم يتمثل بمدائن صالح وغيرها، وفي بلادنا طبيعة ساحرة وأجواء جميلة ومصايف جيدة تتمثل بالطائف والباحة وأبها وما بينها، وفي بلادنا الحرمان الشريفان اللذان يقصدهما ملايين المسلمين سنوياً للحج والعمرة، وفي بلادنا سواحل من الممكن أن تستغل شتاءً لروعة جوها بالشتاء وهي المناطق الساحلية بجنوب المملكة.
إن ما ذكرت من الممكن أن يستغل لصالح الاقتصاد الوطني، وعدم الاعتماد على البترول لوحده، فالسياحة هي المصدر الأول لمعظم الدول المتطورة. إن بلادنا كبيرة ومترامية الأطراف، وأول ما يعكر صفو السياحة لدينا هو استراحات الطرق المرشحة للفوز بأسوأ استراحات طرق بالعالم، فالنظافة معدومة، والخدمة غير متوفرة، والاستغلال موجود بقوة.
إنه من الضروري أن يتم الارتقاء بسياحتنا، وأن نحاول أن نوفر عوامل الجذب إليها، فماليزيا قبل أعوام قليلة فقيرة ونامية، وبسبب التركيز على السياحة والصناعة أصبحت دولة متقدمة وغنية ومقصد كل سائح عربي وأوروبي وغيرهما.
نتمنى أن نجد استراحات طرق كالموجودة في دول الجوار الخليجية، وأماكن سياحية كالموجودة في الدول الشرق آسيوية، فهل هذا مستحيل؟! بالتأكيد لا.. ولكن العمل شاق.
خالد سليمان العطا الله - الزلفي